مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 207

أمر اختصاص كلّ من الشريكين بحصّة فيه ليس للآخر فيها نصيب وهو ليس بمراد هنا; سأل عن كيفية الشركة هنا؟ فأجاب بأنّ المراد بها علم كلّ منهما جميع ما يعلمه الآخر إلاّ أنّ لأحدهما حقّ التعليم على الآخر ۱ .

رُمّانَة من الجنّة:

۰.عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال:أمطرت المدينة ليلة مطراً شديداً فلمّا أصبحوا خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعليّ فمرّ برجل من أصحابه فخرجوا من المدينة إلى جبل ريان ـ وهو جبل مسجد الخيف - فجلسوا عليه فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأسه فإذا رُمّانَة مدلاة من رمان الجنّة فتناولها رسول الله(صلى الله عليه وآله) ففلقها وأكل وأطعم عليّاً منها ثمّ قال: يا فلان هذه رُمّانَة من رُمّان الجنّة لا يأكلها في الدنيا إلاّ نبيٌّ أو وصيُّ نبيٍّ ۲ .
وعن عبد الله بن عمر ، عن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قال: جاء بالمدينة غيثٌ ، فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): « قم يا أبا الحسن لتنظر إلى آثار رحمة الله تعالى» فقلتُ: يا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ألا أصنع طعاماً يكون معنا؟ فقال: «الذي نحنُ في ضيافته أكرم» ثمّ نهضَ وأنا معه حتّى جئنا إلى وادي العقيق ، فوافينا ربوةً فما استوينا للجلوس حتّى أظلّنا غمامٌ أبيضُ له رائحةٌ كالكافور والأذفر ، وإذا بطبق بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله)فإذا فيه رُمّانٌ ، فأخذَ رُمّانَةً ، وأخذتُ رُمّانَةً ، فاكتفينا بهما ، قال أمير المؤمنين(عليه السلام): فوقع في نفسي ولداي وزوجتي . فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): «كأنّي بك يا عليّ وأنتَ تُريدُ لولديك وزوجتك ، خذْ ثلاثاً» فأخذت ثلاث رُمّانات وارتفع الطبقُ ، فلمّا عُدْنا إلى المدينة لَقِيَنا أبو بكر فقال: أين كنتم يا رسول الله؟ قال: « كُنّا بوادي العقيق ننظرُ إلى آثار رحمة الله تعالى» فقال: ألا أعلمتماني حتّى كنتُ أصنع لكما طعاماً؟ فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): الذي كُنّا في ضيافته أكرمُ ، قال أمير المؤمنين: فنظر أبو بكر إلى ثقل كُمّي

1.شرح أصول الكافي ۶ / ۴۸ .

2.الثاقب في المناقب ۵۳ / ح ۲۱ وعنه مدينة المعاجز ۱ / ۳۳۴ ح ۲۱۲ .

الصفحه من 229