مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 212

من اللبن ، ففَرَكَها بإِبهامه فصيّرَها نِصفين ، فدفَعَ نصفَها للحسن ونصفَها للحسين ، فجعلتُ أنظر إليها وأنا أشتهي . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «هذا طعامٌ من الجنّة ، لايأكلُهُ رجلٌ حتّى ينجوَ من الحساب ، غيرنا ، وإنك على خير» .

خبر مائدة الرُطَب:

۰.روي عن الصحابة الصادقين أن النبيّ(صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة(عليها السلام) فقال(صلى الله عليه وآله): أبوكِ اليوم ضيفُك ، فقالت فاطمة(عليها السلام): الحسنُ والحُسينُ(عليهما السلام) يطالبان بشي من الزاد ، ولم يكن شي في المنزل من القُوت ، فدخلَ النبيّ وأَمِير المُؤمِنين والحسن والحسين فجلسوا عندها . فنظرَ النبيّ إلى السماء ساعةً ، وإذا بجبرئيل(عليه السلام) قد نزلَ من السماء فقال:يارسول الله! العليُّ الأعلى يقرئك السلام ويخصّك بالتحيّة ، ويقول لك: قلْ لعليّ بن أبي طالب ولفاطمة والحسن والحسين: أيّ شي تطلبون من فواكه الجنّة تحضر بين أيديكم ؟ فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): « يا عليّ ، يا فاطمةُ ، ويا حسنُ ، ويا حسينُ! أيّ شي تشتهون من فواكه الجنّة تحضر بين أيديكم ؟ فأمسكوا» . فقال الحسين(عليه السلام): عن إذنك يا رسول الله ، وعن إذنك ياأمير المؤمنين ، وعن إذنكِ يا سيّدة نساء العالمين ، وعن إذنك يا حسن . فقالوا جميعاً: نعم ، قلْ يا حسين ممّا شئت! فقال: أريد رُطَباً . فوافقوا على ذلك .
فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): «قُومي يا فاطمة! اعبري المخدعَ فأحضري ما فيه» فإذا فيه مائدةٌ من موائد الجنّة ، وعليه سُندُسةٌ خضراء ، وفيه رُطَبٌ جَنِيٌّ في غيرأوان الرُطَب . فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) لفاطمة وهي حاملة المائدة: « من أين لكِ هذا؟» قالت : هو من عند الله ، وأخذه النبيّ(صلى الله عليه وآله) وقدّمه بين يديه وسمّى وأخذ رُطَبَةً واحدةً فوضعها في فيّ الحسين(عليه السلام) وقال : «هنيئاً يا حسين» . ثمّ أخذ رُطَبةً ثانيةً فوضعها في فيّ الحسن ، وقال: «هنيئاً يا حسن» . ثمّ أخذ رُطَبةً ثالثةً فوضعها في فيّ فاطمة ، وقال: «هنيئاً يا

الصفحه من 229