مانزل علي رسول الله (ص) من الجنّة و السّماء - الصفحه 218

عزّ وجلّ . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «قم يا أبا الحسن واردُدْه في كفّ فاطمة وكفَّيْ حبيبَيَّ الحسن والحسين» فقام أمير المؤمنين(عليه السلام) يحملُ الجامَ - ونُورُه يزيدُ على نُور الشمس ، ورائحتُه قد أذهلَتْ العُقُول طِيباً - حتّى دخلَ بِه على فاطمة والحسن والحسين ، وردّه في أيديهم . فتحيّوا به وقبّلوه ، وأكثروا مِن حمد الله وشكرِه والثناء عليه ، ثمّ ردّه إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) .
وارتفع الجام فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «قمْ يا أبا الحسن على قدميك ، وامدُدْ يدك إلى الجام فخُذْ الجامَ وقُلْ له: ماذا أمرك اللهُ به أن تؤدّيَه إلينا نَسِيْتَه ؟ .
فقام أمير المؤمنين(عليه السلام) فمدّ يدَه إلى الغمامِ فتلقّاهُ الجامُ فأخَذَه وقالَ له: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لك: ماذا أمرك الله أن تقوله فأنْسِيتَه؟ قال الجامُ: نعم ، يا أخا رسول الله، أمرني اللهُ أن أقول لكم: إنّي قد أوقفني الله على نفس كلٍّ مؤمن ومؤمنة من شيعتكم ، وأمرني بِحُضُور وفاتِه حتّى لا يستوحشَ من الموتِ فيأنسَ بِالنظر إليكم، وأن أنزلَ على صدرِه، وأن أسكرَه بِروائح طِيبي فتُقْبَضُ نفسُهوهو لايشعُرُ ۱

ما نزل في غزوة تبوك

۰.في الخبر عن الباقر(عليه السلام) عن عليّ بن الحسين(عليه السلام) قال: وكان الله تعالى يرفع البقاع التي كان عليها محمّد(صلى الله عليه وآله) ويسير فيها لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) حتّى يشاهدهم على أحوالهم .
قال عليّ(عليه السلام):
وإنّ رسول الله كان كلّما أراد غزوة ورّى بغيرها ، إلاّ غزوة تبوك ، فإنّه عرّفهم أنّه يُريدها وأمرهم أن يتزوّدوا لها ، فتزوّدُوا لها دَقيقاً كثيراً يَخْتَبِزُونه في طريقهم ، ولَحْماً مالِحاً ، وعَسَلاً وتَمْراً ، وكان زادُهم كثيراً ، لأنّ رسول الله كان حثَّهُم على التزوّد ، لِبُعد الشُقّة ، وصُعُوبة المفاوِز ، وقِلّة ما بِها من الخَيراتِ ، فسارُوا أيّاماً ،

1.الهداية الكبرى ص ۱۶۴ وعنه مدينة المعاجز ۱/ ۱۵۵ ح ۹۲ و۳/ ۳۱۰ ح ۶۵ ومعالم الزلفى ص ۳۱۸ .

الصفحه من 229