المباهلة برواية صاحب الإقبال - الصفحه 236

ولم تتحقّق المباهلة ، لأنّ النصارى تراجعوا عنها بعد ما رأوا من الحقائق ، فخافوا ، وخضعوا لشروط الرسول (صلى الله عليه وآله) ونزلوا على حكم الله فيهم ، وتمّ الصلح ، وكتب الرسول (صلى الله عليه وآله) لهم به كتاباً .

كتاب الصلح

وفي إعلام الورى : فصالحهم رسول الله على ألفي حلّة من حلل الأواقي ، قيمة كلّ حلّة أربعون درهماً جياداً ، وكتب له بذلك كتاباً .
أقول : ما صالح عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل نجران ; هو ما كتبه أميرالمؤمنين (عليه السلام)من عقد الصلح ـ برواية اليعقوبي في تاريخه 2/67 ] طبعة الغريّ ـ النجف ، وفي الطبعة الحيدرية 2/73 ، وفي طبعة بيروت 2/83 [ ـ من قوله (عليه السلام) :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
هذا كتابٌ من النبيّ محمّد رسول الله لنجران وحاشيتها ; إذْ كان له عليهم حكمه في كلّ بيضاء وصفراء وثمرة ورقيق ; كان أفضل ذلك كلّه لهم غير ألفي حُلّة من حُلل الأواقي ; قيمة كلّ حلّة أربعون درهماً ، فما زاد أو نقص فعلى هذا الحساب : ألف في صفر ، وألف في رجب ، وعليهم ثلاثون ديناراً مثواة رسلي شهراً فما فوق ، وعليهم في كلّ حرب كانت باليمن دروعٌ عاريةً مضمونةً ، لهم بذلك جِوارُ الله وذمّة محمّد ، فمن أكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمّتي منه بريئةٌ » .

قال العاقب : يا رسول الله ! إنّا نخاف أن تأخذنا بجنايةِ غيرنا ! قال : فكتب : « ولا يؤخذ أحدٌ بجناية غيره » .

الصفحه من 251