دور أهل البيت (ع) في تصحيح الفكر و العقيدة - الصفحه 16

2 - ردّ خبر الواحد.

لمّا بلغ فاطمةالزهراءعليها السلام اجماع أبي بكر على منعها فَدَكَ، وانصرف عاملها منها، لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لُمّةٍ من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فدخلت عليه وهو في حشدٍ من المهاجرين والأنصار وغيرهم، وكان مما قالت عليها السلام:
أيُّها المسلمون، أأُغلب على إرثي؟! يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب اللَّه أن ترث أباك ولا أرث أبي.
لقد جئت شيئاً فرياً، أفعلى عمدٍ تركتم كتاب اللَّه، ونبذتموه وراء ظهوركم؟! إذ يقول: (وورث سليمان داود)۱ وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكرياعليه السلام إذ يقول: (فهب لي من لدنك وليّاً* يرثني ويرث من آل يعقوب)۲، وقال: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب اللَّه )۳ ، وقال: (يوصيكم اللَّه في أولادكم للذكر مثل حظّ الانثيين )۴ ، وقال: (إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين )۵.
وزعمتم أن لاحظوة لي ولا إرث من أبي، ولا رحم بيننا.
أفخصّكم اللَّه بآية أخرج منها أبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! أم تقولون أهل ملّتين لا يتوارثان؟! أولست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟! أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟!

وجاء في جواب أبي بكر:

إنّي أُشهد اللَّه، وكفى به شهيداً أنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول:نحن معاشر

1.النمل: ۲۷/ ۱۶

2.مريم: ۱۹/ ۵ و ۶

3.الأنفال: ۸/ ۷۵

4.النساء: ۴/ ۱۱

5.البقرة: ۲/ ۱۸۰

الصفحه من 107