إبطال شبه المتأوّلين لنصّ ولاية أميرالمؤمنين - الصفحه 100

دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز]» .
و على /52/ الجملة فلنا به اُسوة ، و ما نقول فيهم إلاّ كمقالته ، لكنّا نقول قولاً واضحاً : هم قد استبدّوا بالخلافة ، و قد قام البرهان الشرعي على صحّة إمامته عليه السلام ، والخلافة عندنا غير الإمامة /53/ ، و لم تقم دلالة على صحّة إمامتهم ، فهم خلفاء ، ۱ و هو الإمام ، وهذا قولٌ بالغٌ يكفي في الإنصاف لمن عرف حقّهم ، وعزل عن نفسه جانب العصبية /54/ والتقليد للأسلاف .
دقيقة : اعلم أنّا قد رمزنا من قبلُ أنّ الخلافة غير الإمامة ، و أنّ أمير المؤمنين عليه السلامإمام و غيره خليفة ، و وجهُ التفرقة بينهما /55/ أنّ الإمامة قطعية ، و هي إنّما تثبت بمسلك شرعي و وقوف على شرائطه ، فمتى ثبت ذلك صحّت الإمامة قطعاً ، و أمّا الخلافة فثبوتها على جهة الاستيلاء و القهر والغلبة ، و لهذا فإنّ معاوية خرج [وخلف] و ليس إماماً /56/ . و هكذا خلفاء الدولتين [الأموية و العبّاسية] ، هم ملوك و خلفاء وليسوا أئمّة ، فلا جرم صحّ منّا إطلاق القول بأنّ أمير المؤمنين عليه السلامإمام ، و غيره خليفة . انتهى ، و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد /57/ و آله و سلّم تسليماً كثيرا .

[الفقرة الثالثة] : روى في كتاب المعتمد ۲ قال :

روى أبو الأسود الدؤلي عن ابن عبّاس قال : كنت اُماشي عمر بن الخطّاب في بعض سكك المدينة ، يده في يدي ، إذ قال لي : يا ابن عبّاس ، ما أظنّ صاحبك /58/ إلاّ مظلوماً ـ يعني عليّاً عليه السلام ـ ، فقلت في نفسي : واللّه ليسعفني بها ، فقلت :

1.بالتواطؤ والاستبداد و الظلم ، كما تقدّم آنفاً في كلام عليٍّ عليه السلام ، و كما هو واضح لمن سَبَرَ التاريخ بإنصاف ، و سيأتي في كلام ابن حمزة أنّ مقصوده من ثبوت الخلافة لهم هو من باب الاستيلاء والقهر و الغلبة .

2.لاحظ ما قدّمنا في بداية الكتاب .

الصفحه من 104