إبطال شبه المتأوّلين لنصّ ولاية أميرالمؤمنين - الصفحه 101

يا أمير المؤمنين ، أدِّ إليه ظلامته! فانتزع يده فمضى و هو يهمهم ، ثمّ وقف فلحقتُه ، فقال : يا ابن /59/ عبّاس ، ما أظنّ القوم منعهم من صاحبك إلاّ أنّهم استصغروه ، فقلت في نفسي : هذه شرٌّ من الاُولى! فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما استصغره اللّه حين أمره بأخذ /60/ سورة براءة من أبيبكر فيؤدّيها! فسكت. ۱

[ الفقرة الرابعة روى الطبري في تاريخه ]

وروى الطبري في تاريخه ۲ عمّن أثبت اسمه في كتابه ، عن ابن عبّاس ، قال : بينا عمر بن الخطّاب و بعض أصحابه يتذاكرون الشعراء /61/ فقال بعضهم : فلان أشعر الناس ، و قال بعضهم : بل فلان ، فقال عمر : مَن أشعر الناس يا ابن عبّاس؟ فقلت : زهير ، فقال عمر : هل من شعره ما يُستدلّ به على ما ذكرت؟ فقلت : نعم /62/ امتدح قوماً من بني عبد اللّه بن غطفان فقال :

لو كان يَقعُد فوق الشمس من كرمٍقوم بأوّلهم أو مجدهم قعدوا۳
قومٌ أبوهم سنان حين تنسبهمطابوا و طاب من الأولاد ما ولدوا
إنسٌ إذا أمنوا ، جنّ إذا فزعوا/۶۳/مُأزّرون۴بَهاليل إذا حشدوا
[محسَّدون على ما كان من نِعملاينزع اللّه منهم ما به حسدوا]م۵
و قد رُوِيَتْ ۶ هذه القصة والأبيات بزيادة عن محمّد بن عثمان ، عن أبي مُسمَع ، عن ابن دام قال :
كان عمر بن الخطّاب جالساً في قومه يتذاكرون الشعراء فيقول /64/ بعضهم : فلان أشعر ، و يقول الآخرون : فلان أشعر ، فقيل : ابن عبّاس بالباب ، فقال عمر : قدجاءكم ابن بجدتها و أعلمُ الناس بها . فلمّا جلس قال عمر : مَن أشعر الناس يا ابن عبّاس؟ قال : زهير /65/ يا أمير المؤمنين ؛ لقوله : قوم . . . الأبيات ، إلى قوله :

لو كان يخلد أقوام بفضلهمأو ما تسلّف عن آبائهم خلدوا
أو يُعدلون بوزن أو مكايلةٍمالوا برَضْوى [و] لم يُعدل بهم اُحد
فقال عمر : أحسَنَ! ، و ما أرى /66/ أحدا أولى بهذا الشعر من [هذا] الحيّ من بني هاشم لفضل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمو قرابتهم منه . قال ابن عبّاس [ : فقلت] : وُفّقتَ يا أمير المؤمنين ، و لم تزل موفَّقا! فقال :يا ابن عبّاس ، أ تدري /67/ ما منع قومكم منكم؟ ۷ فكرهت أن اُجيبه فقلت : إن لم أدر فأمير المؤمنين يدري . فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة ، فتبجّحوا على قومكم تبجّحاً ۸ ، فاختارت

1.ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة عيسى بن أزهر ، ج۴۷ ، ص۲۹۲ ، ح۵۴۹۳ بسنده عن عبد الرزّاق ، عن معمر بن الزهري ، عن عبيد اللّه ، عن ابن عبّاس . إلاّ أنّه لم يذكر الفقرة الاُولى من الحديث ـ أعني السؤال الأوّل وجوابه ـ لكن ورد زيادة في ذيله من حديث عمر عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفي محبّة عليّ ، و رواه عنه المتّقي الهندي في كنز العمّال ، ج۱۳ ، ص۱۰۹ ، ح ۳۶۳۵۷ .

2.تاريخ الطبري ج۴ ، ص۲۲۲ ، حوادث سنة ۲۳ قال : حدّثني ابن حميد قال : حدّثنا سلمة عن محمّد بن إسحاق ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ؛ و نقل المصنّف هنا مع بعض التلخيص و مغايرات لفظية طفيفة .

3.ديوانه ، ص۲۶ مع مغايرات .

4.في تاريخ الطبري : مرزؤون ، و في الديوان : ممردون .

5.ن تاريخ الطبري و ديوان زهير.

6.من هنا إلى نهاية البيتين لم يرد في تاريخ الطبري ، أمّا ما بعدهما فمنه ، والبيت الأوّل لم يرد في الديوان ، و لم أجد لرجال السند هنا ترجمة . رضوى و اُحُد جبلان قرب المدينة ، و ربما يقرأ اُحَد بفتح الحاء .

7.في تاريخ الطبري ، ج۴ ، ص۲۲۳ : منهم بعد محمّد .

8. «أم يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به و منهم من صدّ عنه و كفى بجهنم سعيرا»[النساء ، ۵۴ ـ ۵۶] وقد روي عن الصادق و الباقر و غيرهما من أئمة أهل البيت أنّهم قالوا : نحن المحسودون .انظر شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ، ج۱ ، ص۱۸۳ ، و تفسير البرهان ذيل الآيات و غيرهما . وهذا الحسد كان بدرجة أنّ أمير المؤمنين عليه السلام شكى ذلك إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال له : يا علي ، أ ما ترضى أنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا و أنت و الحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا و شمائلنا ، وذرارينا خلف أزواجنا ، و أشياعنا من ورائنا . رواه ابن الأعرابي في معجم شيوخه ، و أبو المعالي السمرقندي في عيون الأخبار ، والقطيعي في زياداته على فضائل أحمد ح ۱۹۰ ، وأبو جعفر الكوفي ح ۲۵۹ من مناقب أمير المؤمنين ، و غيرها من المصادر . وفي تاريخ الطبري : بجحا بجحا .

الصفحه من 104