إبطال شبه المتأوّلين لنصّ ولاية أميرالمؤمنين - الصفحه 102

/68/ قريش لأنفسها فأصابت و وُفّقتْ . فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن تأذن لي في الكلام و تمانعني ۱ الغضب تكلَّمتُ . فقال : تكلّم يا ابن عبّاس . فقلت : أمّا قولك يا أمير المؤمنين : «و وفّقتْ» /69/ فلو أنّ قريشاً اختارت ما اختار اللّه لها لكان الصواب بيدها غير مردودٍ ولا محسود ، و أمّا قولك : «إنّهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة» ؛ فإنّ اللّه عز و جل وصف قوماً بالكراهية فقال : /70/ «ذلك بأنّهم كرهوا ما أنزل اللّه فأحبط أعمالهم »۲ فقال عمر : هيهات! واللّه يا ابن عبّاس ، فقد كان يبلغني عنك أشياء كنت إن اُمِرَّك ۳ عليها لتزيل منزلتك عندي . فقلت : ما هي يا أمير المؤمنين؟ فإن كانت حقّاً /71/ فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك ، و إن كانت باطلاً فمثلي مَن أماط الباطل عن نفسه . فقال عمر : بلغني أنّك تقول : إنّما صرفوها عنه حسدا و ظلماً! فقلت : أمّا قولك يا أمير المؤمنين «ظلماً» فقد تبيّن للجاهل و الحليم ، و أمّا /72/ قولك «حسدا» فإنّ إبليس حسد آدم ، فنحن المحسودن . فقال عمر: هيهات، هيهات، مُلئتْ واللّه قلوبكم لي حسدا و ضغناً و غشّاً ما يزول! فقلت : مهلاً يا أمير المؤمنين ، لا تصفْ قلوب قومٍ أذهب اللّه عنهم /73/ الرجس و طهّرهم تطهيرا من الحسد ۴ و الغشّ ؛ فإنّ قلب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمقلب القوم . فقال

1.في الطبري : و ثمط عني .

2.محمّد، الآية ۹ .

3.في الطبري : اُفرك عنها ، و في ابن الأثير : اُقرك .

4.كذا في النسخة ، و في تاريخ الطبري بالحسد .

الصفحه من 104