التقيّة في القرآن و السنّة بين السائل و المجيب - الصفحه 46

وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ۱  .
وكذلك يجب على المسلم أن لايُلقى نفسه أو نفس مسلم آخر إلى التهلُكة: وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ۲  .
وبناءً على هذا الأصل نرى أنّ الإسلام حرّم الانتحار حرمةً باتّةً ، وجعله من أكبر الكبائر مثل قتل الآخرين .
وكذلك نرى أنّ الفقه الشيعي لايجوّز الجهاد الابتدائي بغير إذن النبي(صلى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام) أو نائبه الخاصّ ، إلاّ أن يكون الجهاد دفاعاً عن المسلمين .
وبناءً على نفس هذا الأصل رخّص الإسلام للمسلم بالتفوّه بالكلمات الكفريّة لصيانة نفسه لأنّها نفسٌ مؤمنة .

سؤال 6: هبْ أنّك حفظتَ وصُنتَ نفساً مؤمنةً ، ولكنّك في نفس الوقت ارتكبتَ معصيةً تُعدّ من أكبر الكبائر ، أعني الكذب ، فمن وجهة نظر وجدانيّة لقد دنّستَ نفسَك بفساد المعصية الكبيرة على كلّ حال !.
فهلاّ تكلّمتَ بالصدق ، وتجنّبتَ عن الكذب ! بدون المبالاة بماذا يفعل الكافرون بك بعد ذلك؟! .

الجواب: إذا تعارض السيّئتان ، ولم يمكن التهرّب من كلتيهما ، وترى نفسك ملزماً بأن تختار واحدةً منهما ، فالعقل يحكم أن تختار أقلّ القبيحين ضرراً ، وتتحمّل أدنى الضررين لتجتنب الضرر الأكثر .
وهو ما جعل أصلاً في الشريعة الإسلامية ، والمراد أنّه إذا رأيتَ نفسك في حال لابدّ أن تتلقى الضرر على بعض ممتلكاتك ، فهذا الأصل يقضي أن تتلقّى الضرر

1.سورة المائدة آية ۳۲ .

2.سورة البقرة آية ۱۹۵ .

الصفحه من 63