التقيّة في القرآن و السنّة بين السائل و المجيب - الصفحه 51

وجاء عمّارٌ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبكي ، فقال (صلى الله عليه وآله): ما وراءك ؟
فقال: شرٌّ ، يارسول الله ، ما تُرِكتُ حتّى نلتُ منك وذكرتُ آلهتهم بخير .
فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمسح دموع عينيه ، ويقول: إن عادوا فعدٌ لهم بما قلت . فنزلت الآية ۱  .

سؤال 9: فهل هناك آيةٌ أُخرى تُبيحُ التقيّة، أو تُشيرُ إليها؟

الجواب: نعم !
فاقرأ هاتين الآيتين: لاَ يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِالْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللهِ فِي شَيْء إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُم اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ * قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْتُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ۲  .
والعلّة التي أُبيحت التقيّة بسببها مذكورةٌ في الآية نفسها: قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ
ألا ترى أنّ الله عزّوجلّ ينبّه المسلمين ـ ههنا ـ أنّ الإيمان أمرٌ قلبيٌّ نورانيٌّ ، وإذا كان الإيمان الموجود في أعماق القلب غيرَ متزلزل ; فمجرّد التفوّه ببعض الكلمات غير المرضيّة ، لايضرّه قطعاً ، والله سبحانه راض عنكم ; لأنّه يعلم حقيقة الأمر في باطن سريرتكم ، ولا فرق عنده بين أن تُبدوا إيمانكم أو تُخفوه ; لأنّه يعلمُ أسراركم المخفيّة ، وحينما تُخفون إيمانكم من الكفّار ، فالله تعالى يراهُ في نفس الوقت ويرضى به .

1.أبو علي الطبرسي: تفسير مجمع البيان .

2.سورة آل عمران آية ۲۸ ـ ۲۹ .

الصفحه من 63