عند الاضطرار ، أي حينما يشرف المرءُ على الهلاك ، لعدم وجود الغذاء الحلال:
قال تعالى :إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُم الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَن اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ وَلاَ عَاد فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ۱ .
وكذلك يوجد هذا الحكم في سورة المائدة (آية 3) وسورة الأنعام (آية 145) وسورة إبراهيم (آية 115) .
وكما قلنا آنفاً: فإنّ حياة الإنسان المسلم ثمينةٌ جدّاً في نظر الإسلام ، ولذا أباح الله سبحانه وتعالى المأكولات المحرّمة ، كالميتة أو لحم الخنزير ، إذا توقّفت الحياة عليه ، ولنفس هذه العلّة أذن الله سبحانه وتعالى لعبده التفوّه بالكلمات الباطلة إذا توقّف النجاةُ من الكفّار على ذلك .
ونظراً إلى هذا قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا دينَ لمن لا تقيّة له ۲ .
وكذلك روي عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) أنّه قال: التقيّة ديني ودين آبائي ولاإيمان لمن لا تقيّة له ۳ .
سؤال 10: سلّمنا أنّ التقيّة جائزةٌ ، وأنّ القرآن والحديث يطلقان العنان للمسلم للاستفادة من التقيّة في بعض الحالات ; ولكنّي لاأظنّ أنّ الله سبحانه وتعالى يكون راضياً بها ـ ولو أنّه أباحه ـ لأنّ الكذب قبيحٌ ؟.
الجواب: لقد رأيت ـ آنفاً ـ أنّ التقيّة جائزةٌ ، بل واجبةٌ في بعض الحالات ، وهل نستطيع أن نقول: إنّ الله سبحانه وتعالى أوجب شيئاً على عباده ، ولكنّه لايرضى بذلك الواجب .
وكذلك رأينا أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) جعل التقيّة مساوياً للدين ، وأنّ الإمام محمّد
1.سورة البقرة آية ۱۷۳ .
2.الملاّ علي المتّقي كنز العمّال بيروت الطبعة الخامسة (۱۹۸۵ ـ ۱۴۰۵) ج۳ ص۹۶ حديث۵۶۶۵ .
3.الكليني الكافي طهران ۱۳۸۸هـ ج۲ ص۱۷۴ .