التقيّة في القرآن و السنّة بين السائل و المجيب - الصفحه 57

مؤمناتٌ ، مّمن لايعرفهم مسلمو المدينة ، ولايعلمون بإيمانهم .
وتدبّر: كيف يسمّي الله عزّوجلّ هؤلاء المسلمين ، الذين كانوا في مكّة تحت ستار التقيّة: «رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات» .
والخلاصة:إنّ هذه الآيات والروايات والحوادث تدلّ بوضوح على أنّ المسلم إذا كان في معرض الخطر ، بسبب عقيدته الصحيحة ، فله أن يتكلّم ببعض الكلمات الباطلة لاتّقاء شرّ أعداء الدين ، والاحتفاظ بحياته ، لأنّ حفظ حياة المسلم له أهميّة بالغة ، وذلك الكذب لايُعدّ إثماً أو ذنباً أو قبيحاً .
والسيّد الشريف الرضيّ يقول: «وقد علمنا أنّ التقيّة لاتدخل إلاّ في الظاهر ، دون ما في الضمير الباطن . لأنّ من خوّف غيره ليفعل أمراً من الأُمور إذا كان من أفعال القلوب لايتمكّن من معرفة حقيقة ما في قلبه ، وإنّما يستدلّ بإظهار لسانه على إبطال جنانه .
فالذي يحسنُ عند التقيّة:
إظهارُ مُوالاة الكفّار قولا بالخلاف ، والمقاربة وحسن المعاشرة والمخالطة .
ويكونُ القلبُ على ما كان من قبل من إضمار عداوتهم واعتقاد البراءة منهم .
وينوي الإنسان بما يظهره من ذلك معاريضَ الكلام ، واحتمالات الخطاب» ۱  .

التورية

سؤال 11: ما هو المراد من الفقرة الأخيرة ، من كلام الشريف الرضي المذكور أعلاه؟

الجواب: هو يشير ـ ههنا ـ إلى أحسن الطرق للتقيّة ، وهذا الأُسلوب يقال له : «التورية» أي التغطية ، وحقيقتها أنّ بعض الكلام يحتمل لفظه الدلالة على معنيين ،

1.الشريف الرضي ، تفسير حقائق التأويل ج۵ ص۷۷ .

الصفحه من 63