تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 169

من أقوال مذهبه ، فكان المعافريّ في ذلك أسوأ رجل رضي عنه ابن حزم وتبعه فيماأخطأ فيه ، وذمّه عليه غيره .
فقد سئل السُّبْكيّ التقيّ النقيّ ـ وهو الرجل السُنّي الصوفي ـ : هل قال أحد إنّ أحداً من نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) غير خديجة وعائشة أفضل من فاطمة ؟
فقال: قال به من لايُعتدّ بقوله ، وهو من فضّل نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) على جميع الصحابة ، لأنّهنّ في درجته في الجنّة . قال: وهو ساقط مردود (اهـ) .
قال أمير الحفّاظ في (الفتح) 1 عقبه: وقائله هو أبو محمّد بن حزم ، وفساده ظاهر (اهـ) .
والعجب أنّ ابن تيميّة على انحرافه وإدباره وإعراضه وبرودته من ناحية أهل البيت عليهم الرضوان ردّ هذا القول لابن حزم وما قَبِلَه ، مع أنّه يتمسّك بأقلّ من هذا إذا وجده موافقاً لغرضه وهواه ، متّفقاً مع مذهبه ومراده .
بل انتقد هذا القول وألزم ابن حزم أن يكون مقام نساء النبيّ (صلى الله عليه وآله) أعلى من مقام الأنبياء والرسل ، لأنّ نبيّنا (صلى الله عليه وآله)أفضل منهم ، وهذا لم يقله أحد .
وانظر كلامه ، فقد طال العهد به ، ورأيته في مجموعة مخطوطة بمكتبة الوالد المقدّس رضي الله تعالى عنه .
ونحن; وإن كنّا لا نوافق ابن تيميّة على هذا الإلزام، ونراه باطلا من وجوه متعدّدة، لأنّ كينونة نساء النبي (صلى الله عليه وآله)معه في المقام وقعت تبعاً وعَرَضاً ، وليست أصالةً ـ كما هو الحال في الأنبياء والرسل ـ وهذا لايدلّ على أفضليتهنّ فيالرتبة والمكانة والجاه ، كما أشار إلى ذلك تعالى بقوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْء كُلُّ امْرِىء

1.فتح الباري: ۷ / ۱۷۳ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة