تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 170

بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ1  .
لكنّ الغرض والمراد هو أنّ المعافريّ تبع ابن حزم في ما أخطأ فيه ، ولم يقبله منه حتّى مَن هو بارد الطبع ، ضعيف العقيدة في أهل البيت ، وأعلن عليه الحرب ، وبالغ في ذمّه فيما أصاب فيه الحقّ ، وينبغي اتّباعه فيه ، فما بعد هذا الخذلان شيء ، وهذا أبلغ مَثل يضرب في الخذلان ، أعاذني الله تعالى وإيّاك من هذا الصنيع ، وحفظني وإيّاك من تلاعب كتلاعب الرضيع .
وإليك نظم هذا الفصّ بذكر النصّ:

۰.الأوّل: عن أُمّ سلمة ـ أُمّ المؤمنين ـ رضي الله تعالى عنها : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)دعا فاطمة يوم الفتح فناجاها فبكت ، ثمّ حدّثها فضحكت ، قالت: فلمّا توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) سألتها عن بكائها وضحكها؟ قالت: أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه يموت فبكيت ، ثمّ أخبرني أنّي سيّدة نساء أهل الجنّة ، إلاّ مريم بنت عمران فضحكت .

رواه الترمذيّ في (سننه) ۲ وقال: حديث حسن غريبٌ من هذا الوجه ، ورواه ابن عساكر في (تاريخه) قالت: فلم أسألها عن شيء حتّى توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)وذكر الحديث .

۰.الثاني: عن عبدالله بن عبّاس رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة ، وفاطمة ، ومريم وآسية» .

رواه النسائيّ بإسناد صحيح ، كما قال الحافظ رحمه الله تعالى في (فتحه) ۳ ـ اهـ .
وهو في الحاكم بلفظ: خطّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعة خطوط ، ثمّ قال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أفضل نساء أهل الجنّة

1.سورة الطور: ۲۱ .

2.سنن الترمذي: ۵ / ۵۱۳ ح۳۸۷۳ ـ ط دار الحديث ، القاهرة ـ تحقيق مصطفى محمّد حسين الذهبي ـ الطبعة الأُولى سنة (۱۴۱۹هـ) .

3.فتح الباري: ۶ / ۵۴۳ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة