تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 173

حدّثنا ليث بن داود البغداديّ ، أخبرنا مبارك بن فضالة ، حدّثنا الحسن ، قال: قال عمران بن حصين: خرجت يوماً فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله)فقال لي : ياعمران ، إنّ فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها؟
قال: قلت: فداك أبي وأُمّي ، وأيّ شيء أشرف من هذا؟
قال: فانطَلِقْ ، فانطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله)وانطلقت معه حتّى أتى الباب فقال: السلام عليكم ، أدخل ؟
فقالت: وعليكم ، ادخل ،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنا ومن معي؟
قالت: والذي بعثك بالحقّ ما عليَّ إلاّ هذه العباءة ،
قال: ومع رسول الله (صلى الله عليه وآله)ملاءة خَلِقَة ، فرمى بها إليها ، فقال لها: شدّيها على رأسك ، ففعلت ، ثمّ قالت: ادخل ،
فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله)ودخلت معه ، فقعد عند رأسها ، وقعدت قريباً منه ، فقال: أيْ بُنيّة ، كيف تجدين؟
قالت: والله ـ يارسول الله ـ إنّي لوَجِعَة ، وإنّه ليزيد فيّ وجعاً أنّه ليس عندي ما آكل .
فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبكت فاطمة (عليها السلام) وبكيت معهما ، فقال لها: أيْ بُنيّة ، تصبّريني ـ مرّتين أو ثلاثاً ـ ثمّ قال لها: أي بُنيّة ، أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين .
قالت: وأين مريم ابنة عمران؟
فقال: أي بُنيّة ، تلك سيّدة نساء عالمها ، وأنت سيّدة نساء عالمك ، والذي بعثني بالحقّ لقد زوّجتك سيّداً في الدنيا وفي الآخرة ، لايبغضه إلاّ منافق .
فأفاد هذا الحديث أنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين مطلقاً ، دالٌّ على أنّه متأخّر عن حديث أنّها سيّدة نساء العالمين إلاّ مريم ، بدليل قول فاطمة (عليها السلام) ـ لمّا قال لها

الصفحه من 181
الكلمات الدالة