تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 174

والدها المقدّس (صلى الله عليه وآله): أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين ـ : وأين مريم بنتعمران؟ لأنّها كانت تسمع أنّها ـ أي مريم ـ مقدّمة عليها ، فلمّا فهمت منه في هذه المرّة العموم; سألته عمّا سبق منه من قوله: إنّها سيّدة نساء العالمين بعد مريم ، فأفادها أنّ مريم سيّدة نساء عالمها ، وأنت سيّدة نساء عالمك .
وهذا غير بعيد ، فقد يكون الرسول (صلى الله عليه وآله) قال: إنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين بعد مريم ، قبل أن يطلعه الله تعالى على أنّ مريم سيّدة نساء عالمها فقط ، فلمّا أطلعه الله تعالى على ذلك بيّن وأخبر أنّ مريم سيّدة نساء عالمها فقط .
وإذا ثبت أنّ مريم سيّدة نساء عالمها; ففاطمة عليها الصلاة والسلام سيّدة نساء العالمين مطلقاً ، لما تقرّر وعُلم أنّ أُمّتنا خير الأُمم وأفضلها ، فعامّتهاأفضل من عامّة من سبق ، وخواصّها أفضل من خواصّ مَن سبق جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ۱كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ۲ وهذا لا يشكّ فيه ذو عقل ، فاعلمه وتحقّقه وتأمّله ، وقل بعده للناصبيّ الخبيث: بفيك الحجر .

(فصل)

وأمّا قول ابن العربيّ غفر الله تعالى له ـ بعد ما ذكرنا عنه ـ : «وربّك أعلم بمن هو أفضل وأعلى» .
فيقال له : ربّنا العليم الأعلى هو الذي أعلمنا وعرّفنا على لسان رسوله ونبيّه الصادق المصدوق (صلى الله عليه وآله) أنّ فاطمة (عليها السلام)سيّدة نساء العالمين ، وسيّدة نساء أهل الجنّة ، وسيّدة نساء المؤمنين ، فلم نقل في تفضيلها شيئاً من عند أنفسنا ، ولااتّبعنا هوانا وغرضنا ـ كما تفعل أنت ـ بل وقفنا مع النصّ ، واتّبعنا الوارد وكفى .

1.سورة البقرة: ۱۴۳ .

2.سورة آل عمران: ۱۱۰ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة