شرح نهج البلاغه (ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - الصفحه 49

المُجمَل إِن كان باقياً ـ في بقائه ـ إِلى العلم المفصَّل ۱ . وكذلك : العلم بمعلوم (لا يحتاج إِلى العلم بمعلوم) ۲ آخرَ إِذا لم يقتضِ العلمُ الأَوَّلُ الثّانيَ. ولهذا لا يضرُّ العوامَّ والنِّساء أَصحابَ الجهالةِ وُرودُ الشُّبهةِ والأَسئلة عليهم ، إِذا لم يعرفوا حلَّها وجواباتها، وإِذا لم يضرّ الجهلُ بالمعلوم ، وإِن كان الطَّريقُ إِلى علمِه واضحاً ؛ فلئن لا يضرّ الجهلُ بما لا طريقَ إِليه أَولى.
وهذا معنى قوله: من الغَيبِ المَحْجُوبِ ؛ لأَنَّ الغيب المحجوبَ هو الذي يختصّ اللّه تعالى بعلمه ، ولا طريقَ للعباد إِليه. ۳
قوله: رَهَواتِ فُرَجِها.
قال الإِمام الوبريّ: نظمُ الأَشياء الثَّقيلةِ وعَقدُ بعضِها ببعض إِنَّما يتأَتَّى للعباد إِذا عُلِّقَت من فوق أَو اُمسكت من تحت، فإِذا كان العالَم على ثقله ـ السَّماوات والأَرضون ـ لا اعتماد لها على ما تحتها لِتَناهي الأَشياء إِلى آخر ، وليس لها مُتَعلّق من فوقها ، فقِطَعُ السماوات على ثقلها لا يصحُّ عقدُ بعضها ببعض إِلاَّ للقادر الحكيم. ۴
وأَما معنى قوله: ونُحُوسِها وسُعُودِها.
وقال الإِمام الجليل الوبريّ رحمه الله في سعادة الكواكب ونحوستِها: من الجائزِ في حكمةِ اللّه تعالى إِحداثُ اُمورٍ في الأَرضِ على وفقِ حركةِ النُّجومِ في السَّماءِ ، فتكون حركةُ نجمٍ مخصوصٍ علامةً لحدوثِ فعلٍ مخصوصٍ به ۵ [في الأرَض ، حتّى تكون حركةُ المرِّيخِ أَو الزّهرةِ إِذا بلغت جهةً مخصوصةً] ۶ من السَّماءِ علامةَ أَن يُحدِثَ اللّهُ

1.قال في «ح» (ج ۱، ص ۴۴۷) : «يعني أنَّ العلم المجمل إن كان باقياً فلا يحتاج في بقائه إلى العلم المفصّل» وهو إيضاح ما في نسختنا.

2.ما بين القوسين زيادة من «خ» ، وقد سقطت من «د».

3.معارج ، ص ۴۰۳.

4.معارج ، ص ۴۰۹.

5.«د» : ـ به . وقد كتب كلمة «به» في «خ» في وسط بطن الصّاد من «مخصوص».

6.ما بين المعقوفتين من «د» عن «ح» (ج ۱، ص ۴۵۷) .

الصفحه من 80