شرح نهج البلاغه (ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - الصفحه 48

في الآخرة يظهره اللّه يوم القيامة ، فهذا معنى قوله: وبِمَا فِي الصُّدُورِ يُجَازَى العِبَادُ.۱
قوله: وَأَبْصَاراً لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا.
المراد بالعَشَى عَمَى القلب ، وهو الذَّهاب عن الحقّ. وإِنَّما يَتَوَصَّل إِلى الاستدلال بالأَشياء إِذا أَدركها بعينِه ، فأَضاف العشَى إِلى الأَبصار ، والمراد ما ذكرنا. كذا ذكره الإِمام الوبريّ. ۲
وقال الإِمام الوبريّ في قوله: وَمُدَدِ عُمُرِهَا: أَي إِنَّ الأَعضاءَ في الأَكثر تَتَعادَل وتتقارب قُواها ، فلذلك قال: في تركيب صُوَرِها ومدَدِ عمرها .۳
قوله: بِأَبْدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرْفَاقِهَا.
قال: أَي تقوم الأَبدانُ بالمنافع. ۴
قوله: وقُلُوبٍ رَائِدَةٍ لأَرْزَاقِهَا.
قال الإِمام الوبريّ: بالقُلُوب تُعرَف مطالِبُ الأَرزاق. ۵
قوله: في مُجَلِّلاتِ نِعَمِهِ.
قال الإِمام الوبريّ: أَي إِنَّ هذه الأَبدان وما فيها من المنافع معدودةٌ في مجلِّلات نِعَم اللّه تعالى ، وهي السَّواتر للعبادِ عمّا يُهلِكها ويُوبِقُها ۶ بلُحوق النَّقائص بها. ۷
قوله: واعْلَم أَنَّ الرّاسِخينَ في العِلْمِ هُم الَّذينَ أَغناهُمُ اللّهُ تعالى عن اقْتِحامِ السُّدَدِ المَضْرُوبَة دُونَ الغُيُوبِ.
قال الإِمام الوبريّ: معنى ذلك أَنَّ العلمَ بالمعلومِ يكفي للعالم ، فلا يحتاج العلم

1.معارج ، ص ۳۵۷.

2.معارج ، ص ۳۷۳.

3.معارج ، ص ۳۷۹.

4.في «د»: ويُوفِقُها ، وهو خطأ.

الصفحه من 80