شرح نهج البلاغه (ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - الصفحه 47

والتَّبدُّل مضافٌ إِلى غيره لا إِلى ذاته ؛ وهو أَنَّه موجودٌ قبل وجود الأَشياء ، وموجودٌ في حالِ عدمها بعدَ وجودِها ، ولذلك لم تتغيَّر له حالة في حالَتَي وصفِنا إِيّاه بالأَوَّل والآخر، فلم يكن كونه أَوَّلاً قبلَ كونِه آخِراً ؛ لأَنَّ ما هو عليه في كونِه أَوَّلاً هو بعينِه في كونِه آخِراً. ۱
قوله: وَيَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ بَاطِناً.
قال الإِمام الوبريّ: «الظّاهر» له معنيان.
أَحدهما: معلومٌ بكثرةِ الأَدلَّةِ كالمعلومِ مُشاهَدَةً ، فشُبِّه بالظّاهر للحواسِّ.
والثّاني: أَنَّه قادرٌ على كلِّ شيء ؛ لقوله تعالى: «فَأَصْبَحُواْ ظَـهِرِينَ»۲ .
وأَمّا الباطن في صفاته فيُفيد فائدتين:
إِحداهما ۳ : أَنَّه لا يُعرَفُ بالحَواسّ ، وإِنَّما يُعرَف بالعقل.
والثّانية: أَنَّه عالمٌ بخفيّات الاُمورِ وسَرائِرِها.
فعلى كلا القولين كونُه ظاهراً وباطناً في حالةٍ واحدة ؛ لأَنَّه في حالِ كونِه عالماً ببواطن الاُمور قادرٌ على كلِّ شيء قاهرٌ له. ۴
قوله: المُعْلِنِ الحَقَّ بِالْحَقِّ.
قال الإِمام الوبريّ: أَعلن الشَّرعَ الحقّ بسببِ تحصيل رضوان اللّه الحقّ. ۵
قوله: وَعَلَى كِتَابِ اللّهِ تُعْرَضُ الأَمْثالُ.
قال الإِمام الوبريّ: أَي صفات المؤمنين. معناه أَنَّ أَحكامَ المؤمنين تُؤخذ من كتاب اللّه ، فمن شهِد الكتاب له بأَحكامِ المؤمنين في الدُّنيا [فهو المؤمن] ۶ ، والجزاء عند اللّه

1.معارج ، ص ۳۴۴.

2.سورة الصَّفّ ، الآية ۱۴.

3.في «د»: أحدهما ... والثاني ، والصّواب ما أثبتُّه.

4.معارج ، ص ۳۴۵.

5.معارج ، ص ۳۵۴.

6.ما بين المعقوفتين زيادة منّا ، ولم ترد في «خ» و «د» و «ح» ، وبدونها يبقى الكلام مبهماً .

الصفحه من 80