343
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

في حَياةِ رسَولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَيَزهَدَ عَلِيٌّ فِي الأَمرِ ويَترُكَهُ ، فَكُنتُ أرصُدُ ذلِكَ وأتَخَوَّفُهُ ، فَلَم يَتَكلَّم أحَدٌ حَتّى بايَعَهُ النّاسُ كُلُّهُم، راضينَ مُسَلِّمينَ غَيرَ مُكرَهينَ ۱ .

۱۳۰۵.الفتوح :قالَتِ الأَنصارُ [لِلنّاسِ] : إنَّكُم قَد عَرَفتُم فَضلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وسابِقَتَهُ وقَرابَتَهُ وَمَنزِلَتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، مَعَ عِلمِهِ بِحَلالِكُم وحَرامِكُم ، وحاجَتُكُم إلَيهِ مِن بَينِ الصَّحابَةِ ، ولَن يَألُوَكُم نُصحا ، ولَو عَلِمنا مَكانَ أحَدٍ هُوَ أفضَلُ مِنهُ وأجمَلُ لِهذَا الأَمرِ وأولَى بِهِ مِنهُ لَدَعَوناكُم إلَيهِ . فَقالَ النّاسُ كُلُّهُم بِكَلِمَةٍ واحِدَةٍ : رَضينا بِهِ طائِعينَ غَيرَ كارِهينَ .
فَقالَ لَهُم عَلِيٌّ : أخبِروني عَن قَولِكُم هذا : «رَضينا بِهِ طائِعينَ غَيرَ كارِهينَ» ، أحَقٌّ واجِبٌ هذا مِنَ اللّهِ عَلَيكُم ، أم رَأيٌ رَأَيتُموهُ مِن عِندِ أنفُسِكُم ؟
قالوا : بَل هُوَ واجِبٌ أوجَبَهُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ لَكَ عَلَينا ۲ .

۱۳۰۶.الجمل عن عبد الحَميد بن عبد الرحمن عن ابنِ أبزى :أ لا اُحَدِّثُكَ ما رَأَت عَيناي وسَمِعَت اُذُناي ! ! لَمَّا التَقَى النّاسُ عِندَ بَيتِ المالِ قالَ عَلِيٌّ لِطَلحَةَ : اُبسُط يَدَكَ اُبايِعكَ . فَقالَ طَلحَةُ : أنتَ أحَقُّ بِهذَا الأَمرِ مِنّي ، وقَدِ اجتَمَعَ لَكَ مِن أهواءِ النّاسِ ما لَم يَجتَمِع لي . فَقالَ عليه السلام لَهُ : ما خَشينا غَيرَكَ ! فَقالَ طَلحَةُ : لا تَخشَ ، فَوَاللّهِ لا تُؤتى مِن قِبَلي .
وقامَ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ ، وأبو الهَيثَمِ بنُ التَّيِّهانِ ، ورَفاعَةُ بنُ رافِعِ بنِ مالِكِ بنِ العَجلانِ ، وأبو أيّوبَ خالِدُ بنُ زَيدٍ ، فَقَالوا لِعَلِيٍّ : إنَّ هذَا الأَمرَ قَد فَسَدَ ، وقَد رَأَيت ما صَنَعَ عُثمانُ ، وما أتاهُ مِن خِلافِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ ، فَابسُط يَدَكَ نُبايِعك ؛ لِتُصلِحَ مِن

1.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۱۰ . وفي هذا القول تأمّل ؛ لأنّ عبد اللّه بن عبّاس كان عاملاً من جانب عثمان على الحجّ وقدم المدينة وقد بويع لعليّ عليه السلام . راجع تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۳۹ . ويمكن أن يكون الراوي عبيد اللّه أو قثم ابنا عبّاس .

2.الفتوح : ج۲ ص۴۳۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
342

راعيها ، وخُلِعَت مَثانيها ، حَتّى ظَنَنتُ أنَّهُم قاتِلِيَّ ، أو بَعضُهُم قاتِلُ بَعضٍ لَدَيَّ ۱ .

۱۳۰۱.عنه عليه السلامـ في ذِكرِ نَكثِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ بَيعَتَهُ ـ: أتَيتُموني فَقُلتُم : بايِعنا ، فَقُلتُ : لا أفعَلُ ، فَقُلتُم : بَلى ، فَقُلتُ : لا . وقَبَضتُ يَدي فَبَسَطتُموها ، ونازَعتُكُم فَجَذَبتُموها ، وتَداكَكتُم عَلَيَّ تَداكَّ الإِبلِ الهيمِ عَلى حِياضِها يَومَ وُرودِها ، حَتّى ظَنَنتُ أنَّكُم قاتِلِيَّ ، وأنّ بَعضَكُم قاتِلُ بَعضٍ ، فَبَسَطتُ يَدي ، فَبايَعتُموني مُختارِينَ ، وبايَعَني في أوَّلِكُم طَلحَةُ وَالزُّبَيرُ طائِعين غَيرَ مُكرَهينَ ۲ .

۱۳۰۲.عنه عليه السلامـ في وَصفِ بَيعَتِهِ ـ: بَسَطتُم يَدي فَكَفَفتُها ، ومَدَدتُموها فَقَبَضتُها ، ثُمَّ تَداكَكتُم عَلَيَّ تَداكَّ الإِبِلِ الهيمِ عَلى حِياضِها يَومَ وِردِها ، حَتَّى انقَطَعَتِ النَّعلُ ، وسَقَطَ الرِّداءُ ، ووُطِئَ الضَّعيفُ ، وبَلَغَ مِن سُرورِ النّاسِ بِبَيعَتِهِم إيّايَ أنِ ابتَهَجَ بِهَا الصَّغيرُ ، وهَدَجَ إلَيهَا الكَبيرُ ، وتَحامَلَ نَحوَها العَليلُ ، وحَسَرَت إلَيهَا الكِعابُ ۳ .

۱۳۰۳.وقعة صفّين عن خفاف بن عبد اللّه :تَهافَتَ النّاسُ عَلى عَلِيٍّ بِالبَيعَةِ تَهافُتَ الفَراشِ ، حَتّى ضَلَّتِ النَّعلُ وسَقَطَ الرِّداءُ ، ووُطِئَ الشَّيخُ ۴ .

1 / 7

بَيعَةُ عامَّةِ النّاسِ

۱۳۰۴.شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس :لَمّا دَخَلَ عَلِيٌّ عليه السلام المَسجِدَ وجاءَ النّاسُ لِيُبايِعوهُ ، خِفتُ أن يَتَكَلَّمَ بَعضُ أهلِ الشَّنآنِ لِعَلِيٍّ عليه السلام ؛ مِمَّن قَتَلَ أباهُ أو أخاهُ أو ذا قَرابَتِه

1.نهج البلاغة : الخطبة ۵۴ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۴ ، الاحتجاج : ج۱ ص۳۷۵ ح۶۸ ، الجمل : ص۲۶۷ نحوه ؛ العقد الفريد : ج۳ ص۱۲۳ ، شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۳۰۹ عن زيد بن صوحان والثلاثة الأخيرة نحوه .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۲۲۹ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۱ ح۳۵ .

4.وقعة صفّين : ص۶۵ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۱۱۱ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۰۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 177155
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي