153
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

أمّا الأنبياء فهم معلّمون ومربُّون للناس جميعا ، يرشدونهم إلى الاستناد إلى العقل والأدلّة والبراهين في المسائل العقائدية .
فالذين يخاطبهم الأنبياء لا يقتصرون على المشتغلين بالفلسفة أو مريديها ، أو على ذوي الأذواق والمؤهّلات في علم الكلام ، أو على العلماء وطلّاب العلم ، أو على شريحة اجتماعية خاصّة ، بل هم الناس قاطبة بمختلف طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية ، ولهذا كان لابدّ للأنبياء أن يقولوا في المسائل العقائدية ما يسهل فهمه للجميع ، وأن يستدلّوا فيها بما يمكن للجميع أن يستوعبوه ، سواء في ذلك الجاهل الاُمّي والعالم النِحرير .

2 . الشموليّة

والميزة الاُخرى لاُسلوب الأنبياء الإلهيّين في تعليم المسائل العقائدية هي الجامعية أو الشمولية .
فالعقيدة في منهاج الفلاسفة والكلاميّين تبحث بمعزل عن التطبيق العلمي . فالبحوث العقائدية على الطريقة الفلسفية والكلامية عبارة عن سلسلة من البحوث العلمية الجافّة الخارجة عن نطاق النشاطات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية ، في حين أنّ البحوث العقائدية على طريقة الأنبياء عليهم السلام بحوث شاملة جامعة بين العقيدة والعمل في نفس الوقت.
إنّ تعليم العقيدة بهذا المنهاج الجامع يعرّف الإنسان حقائق المبدأ والمعاد من خلال الدلائل العلميّة والفلسفيّة الدقيقة تزامنا مع تعليمه أسمى القضايا العرفانيّة وأدقّ الموضوعات الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
152

رابعا : أسلوب نيل العقائد الصحيحة

تلاحظ ثلاثة أساليب للحصول على المعرفة الحقيقيّة والعقائد العلميّة الصحيحة ، وهي كما يأتي :
1 . اُسلوب الفلاسفة .
2 . اُسلوب المتكلّمين .
3 . اُسلوب الأنبياء .
لقد تحدّث كلّ من الفلاسفة والمتكلّمين والأنبياء عن اُصول العقائد ، وكان لكلّ منهم اُسلوبه ومنهاجه الخاصّ في بيان المسائل العقائدية. ۱

ميزات اُسلوب الأنبياء

يتمتّع اُسلوب الأنبياء عليهم السلام في تعليم اُصول العقائد بميزتين مهمّتين أساسيّتين ، يفتقر إليهما اُسلوب كلّ من الفلاسفة والمتكلّمين ، وهاتان الميزتان هما :

1 . العمومية

فالاُولى تعني أنّ الأنبياء عليهم السلام كانوا يخاطبون الناس عامّة ويعلّمونهم كافّة ، أي أنهم على العكس من الفلاسفة والمتكلّمين ، فهم يعلّمون فئة خاصّة تفهم لغتهم واُسلوبهم ، بعبارة اُخرى : إنّ الفلاسفة حينما يتكلّمون عن المسائل العقائدية أو يؤلّفون كتبا فيها لا يخاطبون الناس كافّةً ، بل يخاطبون اُولئك الذين يتمتّعون بأذواق ومعلومات فلسفية أو كلامية ، أو مَن درسوا الفلسفة أو الكلام ، أو يبغون دراستها ، وعليه ، فلا يستفيد عامّة الناس من أقوالهم ومؤلّفاتهم .

1.للتعرّف على اُسلوب الفلاسفة والمتكلّمين ، راجع مجموعة «آشنايى با علوم اسلامى» (بالفارسية) الشهيد الاُستاذ المطهّري : الدرس الرابع في الفلسفة ، موضوع «الأساليب الفكرية الإسلامية» وكذلك الدرس الأول في «علم الكلام» .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 192884
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي