459
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد قدّم البشرى لبني الإنسان في أنّ لهذا العهد نهاية أيضا ، إذ ستنمحي كلّ مخلّفات الجاهليّة من العالم بأسره عند قيام إمام من آل محمّد صلى الله عليه و آله ، وهو المهديّ الذي سيُضاء العالم كلّه بنور العلم الحقيقيّ بفضل زعامته وهدايته ، ويُطوى بساط الفساد من وجه المعمورة ، وتسود العدالة كلّ الكون . وقد خصّصنا الفصل السابع من هذا القسم لبيان هذه البشائر .
نأمل أن يكون انبعاث الإسلام من جديد في إيران من جملة إرهاصات تحقّق هذا الحُلُم .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
458

مَا اختَلَفَت اُمَّةٌ بَعدَ نَبِيِّها إلّا ظَهَرَ أهلُ باطِلِها عَلى أهلِ حَقِّها.۱
ومن العوامل الاُخرى للعودة إلى الجاهليّة ـ وهو أخطرها طبعا ـ زعامة أئمّة الضلال ، وهو ما قال فيه الرسول صلى الله عليه و آله :
إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلى اُمَّتي الأَئِمَّةُ المُضِلّونَ.۲
وقد ورد أيضا أنّ عمر بن الخطّاب سأل كعب ا : إنّي أسألك عن أمر فلا تكتمني ، قال: لا واللّه ، لا أكتمك شيئا أعلمه، قال : ما أخوف شيء تخافه على اُمّة محمّد صلى الله عليه و آله ؟ قال: أئمّة مضلّين ، قال عمر : صدقت ، قد اُسِرَّ إليّ ذلك وأعلمنيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ۳
إنّ لأئمّة الضلال خطرا على الإسلام ودورا في إعادة المسلمين إلى عصر الجاهليّة إلى الحدّ الذي جعل رسول اللّه صلى الله عليه و آله يؤكّد في حديث معتبر ومتّفق عليه بين المسلمين أنّه : «مَن ماتَ بِغَيرِ إمامٍ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً» . ومعنى هذا أنّ في وجود أئمّة العدل والحقّ ضمانا لاستمرار عصر العلم ؛ أي عصر الإسلام الحقيقيّ ، وبانعدام تلك الزعامة ينقلب المجتمع الإسلاميّ إلى ما كان عليه في الجاهليّة الاُولى .
لقد تحقّقت هذه الواقعة المريرة في تاريخ الإسلام ، وأضحت المجتمعات الإسلاميّة ، بل مجتمعات العالم بأسرها ، تتخبّط في مستنقع الجاهليّة الحديثة على الرغم ممّا أحرزته من تقدّم باهر في مجال العلوم التجربيّة. ۴

1.كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۸۳ ح ۹۲۹ . ورد هذا المضمون أيضا في نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

2.كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۱۸۸ ح ۲۸۹۸۶.

3.كنز العمّال : ج ۵ ص ۷۵۶ ح ۱۴۲۹۳ .

4.راجع : ج ۲ ص ۹ «تحقيق في معنى العلم» .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 242507
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي