11
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2

عندما نتلو قوله تعالى : «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ وَالْمَلَئكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ»۱ ، وقوله : «وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ الَّذِى أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ»۲ ، وقوله : «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـؤُاْ»۳ . فالمراد منها : حقيقة العلم وجوهره .
وحينما نقرأ قوله سبحانه : «وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ»۴ ، وقوله : «وَ مَا تَفَرَّقُواْ إِلَا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ»۵ ، أو قوله : «وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَـبَ إِلَا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ»۶ . فالمقصود منها : ظاهر العلم وقشره .
ويثار هنا سؤال مُفاده : ما حقيقة العلم وكيف يتسنّى لنا أن نميّز حقيقة العلم من ظاهره وكيف يمكن كسب تلك الحقيقة ؟

حقيقة العلم

إنّ حقيقة العلم نور يرى به الإنسان العالم كما هو ، ويجد موقعه في الوجود بسببه ، ولنور العلم درجات ، أرفعُها لا يكتفي بتعريف المرء على طريق تكامله ، بل يقتاده في هذا المسار ، ويبلغ به المقصد الأعلى للإنسانيّة .
لقد تحدّث القرآن الكريم عن هذا النور بصراحة ، فقال :
«أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّـلُمَـتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا»۷ ؟ !

1.آل عمران : ۱۸ .

2.سبأ : ۶ .

3.فاطر : ۲۸ .

4.الجاثية : ۲۳ .

5.الشورى : ۱۴ .

6.آل عمران : ۱۹ .

7.الأنعام : ۱۲۲ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
10

أيّ علمٍ يعدّ معيارا لقيمة الإنسان وأساسا للقيم جميعها ؟ ۱
أيّ علمٍ يُحيي القلب ويهدي المرء ؟ ۲
أيّ علمٍ يُحسَب أنفعَ كنز ، ويعتبر ميراث الأنبياء ، ويعدّ شرطا للعمل وكمال الإيمان ؟ ۳
أيّ علمٍ يحبّب الإنسان إلى اللّه المنّان ، ويوجب إكرام الملائكة إيّاه ، واستغفار كلّ شيء له ، وتيسير طريق الجنّة للعالِم ؟ ۴
وبكلمةٍ ، ينبغي أن نعرف نوع العلوم التي قصدها الإسلام في كلّ ما ورد فيه من وصاياه بالتعليم والتعلّم ، وما ذُكر في نصوصه من فضائل جمة للعلم والعالم ، ممّا ستقف عليه في هذا الكتاب ؛ هل أراد فرعا خاصّا من العلوم ؟ أو أنّ مطلق العلم في الرؤية الإسلاميّة ذو قيمةٍ ويحوي جميع هذه الفضائل ؟

مفهوم العلم في النصوص الإسلاميّة

إنّ دراسة دقيقة للمواضع التي استُعملت فيها كلمة العلم والمعرفة في النصوص الإسلاميّة تدلّ على أنّ للعلم مفهومين في الإسلام بعامّة ، نسمّي أحدهما : حقيقة العلم وأصله ، ونُطلق على الآخر : ظاهر العلم وقشره .
وتوضيح ذلك أنّ للعلم في الإسلام حقيقة وجوهرا ، وظاهرا وقشرا . وتعدّ ضروب العلوم الرسميّة ـ الإسلاميّة وغير الإسلاميّة ـ قشور العلم ، أمّا حقيقة العلم والمعرفة فهي شيء آخر .

1.راجع : ص ۲۵ «معيار قيمة الإنسان» .

2.راجع : ص ۳۱ «حقيقة الحياة» ، ص ۳۴ «أفضل هداية» .

3.راجع : ص ۳۹ «أنفع كنز» ، ص ۴۰ «ميراث الأنبياء» ، ص ۴۴ «كمال الإيمان» و ۴۵ «شرط العمل» .

4.راجع: ص۲۳۸ «محبّة اللّه وإكرام الملائكة» و۲۴۱ «استغفار كلّ شيء»، و۲۴۲ «سهوله طريق الجنّة».

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
    المساعدون :
    برنجکار، رضا؛المسعودي، عبدالهادي
    المجلدات :
    5
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 132631
الصفحه من 511
طباعه  ارسل الي