139
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2

۱۸۱۰.الإمام الصادق عليه السلامـ فِي احتِجاجِهِ عَلى زِنديقٍ قالَ لَهُ : أفَمِن حِكمَتِهِ أن جَعَلَ لِنَفسِهِ عَدُوًّا ، وقَد كانَ ولا عَدُوَّ لَهُ ، فَخَلَقَ كَما زَعَمتَ «إبليسَ» فَسَلَّطَهُ عَلى عَبيدِهِ يَدعوهُم إلى خِلافِ طاعَتِهِ ، ويَأمُرُهُم بِمَعصِيَتِهِ ، وجَعَلَ لَهُ مِنَ القُوَّةِ ، كَما زَعَمتَ ، يَصِلُ بِلُطفِ الحيلَةِ إلى قُلوبِهِم ، فَيُوَسوِسُ إلَيهِم فَيُشَكِّكُهُم في رَبِّهِم ، ويُلَبِّسُ عَلَيهِم دينَهُم ، فَيُزيلُهُم عَن مَعرِفَتِهِ ، حَتّى أنكَرَ قَومٌ لَمّا وَسوَسَ إلَيهِم رُبوبِيَّتَهُ وعَبَدوا سِواهُ ، فَلِمَ سَلَّطَ عَدُوَّهُ عَلى عَبيدِهِ ، وجَعَلَ لَهُ السَّبيلَ إلى إغوائِهِم ؟ ! قالَ عليه السلام ـ: إنَّ هذَا العَدُوَّ الَّذي ذَكَرتَ لا تَضُرُّهُ عَداوَتُهُ ، ولا تَنفَعُهُ وَلايَتُهُ . وعَداوَتُهُ لا تَنقُصُ مِن مُلكِهِ شَيئاً ، ووَلايَتُهُ لا تَزيدُ فيهِ شَيئاً ، وإنَّما يُتَّقَى العَدُوُّ إذا كانَ في قُوَّةٍ يَضُرُّ ويَنفَعُ ، إن هَمَّ بِمُلكٍ أخَذَهُ ، أو بِسُلطانٍ قَهَرَهُ ، فَأَمّا إبليسُ فَعَبدٌ ، خَلَقَهُ لِيَعبُدَهُ ويُوَحِّدَهُ ، وقَد عَلِمَ حينَ خَلَقَهُ ما هُوَ وإلى ما يَصيرُ إلَيهِ ، فَلَم يَزَل يَعبُدُهُ مَعَ مَلائِكَتِهِ حَتَّى امتَحَنَهُ بِسُجودِ آدَمَ ، فَامتَنَعَ مِن ذلِكَ حَسَداً وشَقاوَةً غَلَبَت عَلَيهِ ، فَلَعَنَهُ عِندَ ذلِكَ ، وأخرَجَهُ عَن صُفوفِ المَلائِكَةِ ، وأنزَلَهُ إلَى الأَرضِ مَلعوناً مَدحوراً ، فَصارَ عَدُوَّ آدَمَ ووُلدِهِ بِذلِكَ السَّبَبِ ، وما لَهُ مِنَ السَّلطَنَةِ عَلى وُلدِهِ إلَا الوَسوَسَةُ ، وَالدُّعاءُ إلى غَيرِ السَّبيلِ ، وقَد أقَرَّ مَعَ مَعصِيَتِهِ لِرَبِّهِ بِرُبوبِيَّتِهِ. ۱

۱۸۱۱.الإمام زين العابدين عليه السلامـ في مُناجاتِهِ ـ: إلهي أشكو إلَيكَ عَدُوًّا يُضِلُّني ، وشَيطاناً يُغويني ، قَد مَلَأَ بِالوَسواسِ صَدري ، وأحاطَت هَواجِسُهُ بِقَلبي ، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى ، ويُزَيِّنُ لي حُبَّ الدُّنيا ، ويَحولُ بَيني وبَينَ الطّاعَةِ وَالزُّلفى. ۲

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۷ ، بحارالأنوار : ج ۱۰ ص ۱۶۷ ح ۲ . .

2.بحارالأنوار : ج ۹۴ ص ۱۴۳ نقلاً عن بعض كتب الأصحاب .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
138

الحديث

۱۸۰۵.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَذُمُّ فيها أتباعَ الشَّيطانِ ـ: اِتَّخَذُوا الشَّيطانَ لِأَمرِهِم مِلاكاً ، وَاتَّخَذَهُم لَهُ أشراكاً ، فَباضَ وفَرَّخَ في صُدورِهِم ، ودَبَّ ودَرَجَ في حُجورِهِم ، فَنَظَرَ بِأَعيُنِهِم ، ونَطَقَ بِأَلسِنَتِهِم ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ ، وزَيَّنَ لَهُمُ الخَطَلَ ، فِعلَ مَن قَد شَرِكَهُ الشَّيطانُ في سُلطانِهِ ، ونَطَقَ بِالباطِلِ عَلى لِسانِهِ. ۱

۱۸۰۶.عنه عليه السلام :اِحذَروا عَدُوًّا نَفَذَ فِي الصُّدورِ خَفِيًّا ، ونَفَثَ فِي الآذانِ نَجِيًّا. ۲

۱۸۰۷.عنه عليه السلام :الشَّيطانُ مُوَكَّلٌ بِهِ [أي العَبد] ، يُزَيِّنُ لَهُ المَعصِيَةَ لِيَركَبَها ، ويُمَنّيهِ التَّوبَةَ لِيُسَوِّفَها. ۳

۱۸۰۸.الإمام زين العابدين عليه السلامـ مِن دُعائِهِ فِي الشُّكرِ ـ: فَلَولا أنَّ الشَّيطانَ يَختَدِعُهُم عَن طاعَتِكَ ما عَصاكَ عاصٍ ، ولَولا أنَّهُ صَوَّرَ لَهُمُ الباطِلَ في مِثالِ الحَقِّ ما ضَلَّ عَن طَريقِكَ ضالٌّ. ۴

۱۸۰۹.منية المريد :رُوِيَ أنَّ رَجُلًا قالَ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام : اِجلِس حَتّى نَتَناظَرَ فِي الدّينِ ، فَقالَ : يا هذا أ نَا بَصيرٌ بِديني مَكشوفٌ عَلَيَّ هُدايَ ، فَإِن كُنتَ جاهِلًا بِدينِكَ فَاذهَب فَاطلُبهُ ، ما لي ولِلمُماراةِ ؟ وإنَّ الشَّيطانَ لَيُوَسوِسُ لِلرَّجُلِ ويُناجيهِ ويَقولُ : ناظِرِ النّاسَ لِئَلّا يَظُنّوا بِكَ العَجزَ وَالجَهلَ. ۵

1.نهج البلاغة : الخطبة ۷ .

2.غرر الحكم : ح ۲۶۲۳ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۵۰۷ ح ۹۲۹۵ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۶۴ .

4.الصحيفة السجّاديّة : ص ۱۴۴ الدعاء ۳۷ .

5.منية المريد : ص ۱۷۱ ، بحارالأنوار : ج ۲ ص ۱۳۵ ح ۳۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
    المساعدون :
    برنجکار، رضا؛المسعودي، عبدالهادي
    المجلدات :
    5
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 105761
الصفحه من 511
طباعه  ارسل الي