بِأعجَبَ مِن ذلِكَ ؟ قَومٌ عَلِموا ما جَهَلَ هؤلاءِ ثُمَّ جَهَلوا كَجَهلِهِم» 1 .
إنّ هذا الكلام يعبّر لنا عن مصير العلم في واقعنا المعاصر ، فالعالَم المتحضّر ذو العلم اليوم يعاني من الجهل حقّا ، وهو ضحيّة جهله ! وهكذا فعلم البشريّة يغزو الفضاء ويصل إلى القمر لكنّه عاجز عن أداء أقلّ دورٍ في حركة الإنسان نحو الكمال المطلق ووعي الإنسانيّة وتكاملها!
خصائص جوهر العلم
خصائص جوهر العلم ۲ وآثاره وعلاماته، في القرآن والأحاديث، تماثل خصائص حقيقة الحكمة ۳ وجوهر العقل ۴ وآثارهما وعلاماتهما ، وهذا التماثل يساعد كثيرا في طريق معرفة حقيقة العلم والعقل من منظار الإسلام ، سنكتفي فيما يأتي بالإشارة إلى فهرس لأهمّ هذه الخصائص :
1 . نور العلم متأصّل في فطرة الإنسان
إنّ الأحاديث التي ترى أنّ العلم «مجبول في القلب» ۵ ، أو التي تقسّمه إلى «مطبوع ومسموع» ۶ ، أو التي تعبّر عنه بالنور الذي يقذفه اللّه في قلب من يشاء ۷ ، وكذلك جميع الآيات والروايات التي ترى أنّ معرفة اللّه فطريّة ۸ ، كلّ اُولئك يشير إلى هذه الخاصيّة .
1.راجع : ص ۴۸۰ ح ۳۲۴۱.
2.راجع : ص ۲۱ «الفصل الأوّل : حقيقة العلم» .
3.راجع : ص ۷۱ «تحقيق في معنى الحكمة وأقسامها» .
4.راجع : ج ۱ ص ۱۷۱ «الفصل الأوّل: معرفة العقل» وص ۲۴۳ «الفصل الخامس: علامات العقل» .
5.راجع : ص ۲۱ «الفصل الأوّل : حقيقة العلم» .
6.راجع: مبانى خداشناسى (بالفارسية) للمؤلّف .