281
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2

بِالجَفاءِ فَعِدهُ بِالنَّصيحَةِ وَالدُّعاءِ .
وأمَّا اللَّواتي فِي العِلمِ ، فَاسأَلِ العُلَماءَ ما جَهِلتَ ، وإيّاكَ أن تَسأَلَهُم تَعَنُّتاً وتَجرِبَةً ، وإيّاكَ أن تَعمَلَ بِرَأيِكَ شَيئاً ، وخُذ بِالاِحتِياطِ في جَميعِ ما تَجِدُ إلَيهِ سَبيلًا ، وَاهرُب مِنَ الفُتيا هَرَبَكَ مِنَ الأَسَدِ ، ولا تَجعَل رَقَبَتَكَ لِلنّاسِ جِسراً .
قُم عَنّي يا أبا عَبدِاللّهِ ، فَقَد نَصَحتُ لَكَ ، ولا تُفسِد عَلَيَّ وِردي ، فَإِنِّي امرُؤٌ ضَنينٌ بِنَفسي ، وَالسَّلامُ. ۱

۲۳۹۰.الإمام عليّ عليه السلام :
ألا لا تَنالُ العِلمَ إلّا بِسِتَّةٍ
سَاُنبيكَ عَن مَجموعِها بِبَيانِ

ذَكاءٌ وحِرصٌ وَاصطِبارٌ وبُلغَةٌ
وإرشادُ اُستاذٍ وطولُ زَمانِ۲

1.مشكاة الأنوار : ص ۵۶۲ ح ۱۹۰۱ ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۲۲۴ ح ۱۷ وفي أوّله : قال المجلسي رحمه الله : وجدت بخطّ شيخنا البهائيّ قدس سره : قال الشيخ شمس الدين محمّد بن مكّي : نقلت من خطّ الشيخ أحمد الفراهاني رحمه الله عن عنوان البصريّ ... إلخ .

2.آداب المتعلّمين : ص ۸۲ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
280

العَبدُ لِنَفسِهِ فيما خَوَّلَهُ اللّهُ تَعالى مِلكاً هانَ عَلَيهِ الإِنفاقُ فيما أمَرَهُ اللّهُ تَعالى أن يُنفِقَ فيهِ ، وإذا فَوَّضَ العَبدُ تَدبيرَ نَفسِهِ عَلى مُدَبِّرِهِ هانَ عَلَيهِ مَصائِبُ الدُّنيا ، وإذَا اشتَغَلَ العَبدُ بِما أمَرَهُ اللّهُ تَعالى ونَهاهُ لا يَتَفَرَّغُ مِنهُما إلَى المِراءِ وَالمُباهاةِ مَعَ النّاسِ ، فَإِذا أكرَمَ اللّهُ العَبدَ بِهذِهِ الثَّلاثِ هانَ عَلَيهِ الدُّنيا وإبليسُ وَالخَلقُ ، ولا يَطلُبُ الدُّنيا تَكاثُراًوتَفاخُراً ، ولا يَطلُبُ عِندَ النّاسِ عِزًّا وعُلُوًّا ، ولا يَدَعُ أيّامَهُ باطِلًا ، فَهذا أوَّلُ دَرَجَةِ المُتَّقينَ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «تِلْكَ الدَّارُ الْاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَـقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» . ۱
قُلتُ : يا أبا عَبدِاللّهِ أوصِني .
فَقالَ : اُوصيكَ بِتِسعَةِ أشياءَ ، فَإِنَّها وَصِيَّتي لِمُريدِي الطَّريقِ إلَى اللّهِ عز و جل ، وَاللّهَ أسأَلُ أن يُوَفِّقَكَ لِاستِعمالِهِ ؛ ثَلاثَةٌ مِنها في رِياضَةِ النَّفسِ ، وثَلاثَةٌ مِنها فِي الحِلمِ ، وثَلاثَةٌ مِنها فِي العِلمِ ، فَاحفَظها وإيّاكَ وَالتَّهاوُنَ بِها .
قالَ عُنوانُ : فَفَرَّغتُ قَلبي لَهُ .
فَقالَ : أمَّا اللَّواتي فِي الرِّياضَةِ ، فَإِيّاكَ أن تَأكُلَ ما لا تَشتَهيهِ فَإِنَّهُ يورِثُ الحَماقَةَ وَالبُلهَ ، ولا تَأكُل إلّا عِندَ الجوعِ ، وإذا أكَلتَ فَكُل حَلالًا وسَمِّ اللّهَ ، واذكُر حَديثَ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله : ما مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعاءً شَرًّا مِن بَطنِهِ ، فَإِن كانَ لابُدَّ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ وثُلُثٌ لِشَرابِهِ وثُلُثٌ لِنَفسِهِ .
وأمَّا اللَّواتي فِي الحِلمِ ، فَمَن قالَ لَكَ : إن قُلتَ واحِدَةً سَمِعتَ عَشراً ، فَقُل : إن قُلتَ عَشراً لَم تَسمَع واحِدَةً ، ومَن شَتَمَكَ فَقُل : إن كُنتَ صادِقاً فيما تَقولُ فَاللّهَ أسألُ أن يَغفِرَها لي ، وإن كُنتَ كاذِباً فيما تَقولُ فَاللّهَ أسأَلُ أن يَغفِرَها لَكَ ، ومَن وَعَدَكَ

1.القصص : ۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
    المساعدون :
    برنجکار، رضا؛المسعودي، عبدالهادي
    المجلدات :
    5
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 133159
الصفحه من 511
طباعه  ارسل الي