وأهلَكَ نَفسَهُ ، ورَجُلٌ عاشَ بِعِلمِهِ ولَم يَعِش بِهِ أحَدٌ غَيرُهُ. ۱
۳۱۶۵.الإمام الصادق عليه السلام :طَلَبَةُ العِلمِ ثَلاثَةٌ فَاعرِفهُم بِأَعيانِهِم وصِفاتِهِم : صِنفٌ يَطلُبُهُ لِلجَهلِ وَالمِراءِ ، وصِنفٌ يَطلُبُهُ لِلاِستِطالَةِ وَالخَتلِ ، وصِنفٌ يَطلُبُهُ لِلفِقهِ وَالعَقلِ .
فَصاحِبُ الجَهلِ وَالمِراءِ موذٍ مُمارٍ مُتَعَرِّضٌ لِلمَقالِ في أندِيَةِ الرِّجالِ بِتَذاكُرِ العِلمِ وصِفَةِ الحِلمِ ، وقَد تَسَربَلَ بِالخُشوعِ وتَخَلّى مِنَ الوَرَعِ فَدَقَّ اللّهُ مِن هذا خَيشومَهُ ، وقَطَعَ مِنهُ حَيزومَهُ .
وصاحِبُ الاِستِطالَةِ وَالخَتلِ ، ذو خِبٍّ ومَلَقٍ ، يَستَطيلُ عَلى مِثلِهِ مِن أشباهِهِ ، ويَتَواضَعُ لِلأَغنِياءِ مِن دونِهِ ، فَهُوَ لِحَلوائِهِم هاضِمٌ ، ولِدينِهِ حاطِمٌ ، فَأَعمَى اللّهُ عَلى هذا خَبَرَهُ وقَطَعَ مِن آثارِ العُلَماءِ أثَرَهُ .
وصاحِبُ الفِقهِ وَالعَقلِ ذو كَآبَةٍ وحُزنٍ وسَهَرٍ ، قَد تَحَنَّكَ في بُرنُسِهِ ، وقامَ اللَّيلَ في حِندِسِهِ ، يَعمَلُ ويَخشى وَجِلًا داعِياً مُشفِقاً ، مُقبِلًا عَلى شَأنِهِ ، عارِفاً بِأَهلِ زَمانِهِ ، مُستَوحِشاً مِن أوثَقِ إخوانِهِ ، فَشَدَّ اللّهُ مِن هذا أركانَهُ ، وأعطاهُ يَومَ القِيامَةِ أمانَهُ. ۲
۳۱۶۶.عنه عليه السلام :إنَّ مِنَ العُلَماءِ مَن يُحِبُّ أن يَخزُنَ عِلمَهُ ولا يُؤخَذَ عَنهُ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الأَوَّلِ مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن إذا وُعِظَ أنِفَ وإذا وَعَظَ عَنُفَ ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الثّاني مِنَ النّارِ . ومِنَ العُلَماءِ مَن يَرى أن يَضَعَ العِلمَ عِندَ ذَوِي الثَّروَةِ وَالشَّرَفِ ، ولا يَدري لَهُ فِي المَساكينِ وَضعاً ، فَذاكَ فِي الدَّرَكِ الثّالِثِ مِنَ النّارِ .
ومِنَ العُلَماءِ مَن يَذهَبُ في عِلمِهِ مَذهَبَ الجَبابِرَةِ وَالسَّلاطِينِ ، فَإِن رُدَّ عَلَيهِ