485
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2

وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا صُمًّا فَأَسمَعَكُم ؟ فَلَمّا أسمَعَكُم صَمِمتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا بُكماً فَأَنطَقَكُم ؟ فَلَمّا أنطَقَكُم بَكِمتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَستَفتِحوا ؟ فَلَمّا فُتِحَ لَكُم نَكَصتُم عَلى أعقابِكُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا أذِلَّةً فَأَعَزَّكُم ؟ فَلَمّا عَزَزتُم قَهَرتُم وَاعتَدَيتُم وعَصَيتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا مُستَضعَفينَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَنَصَرَكُم وأيَّدَكُم ؟ فَلَمّا نَصَرَكُمُ استَكبَرتُم وتَجَبَّرتُم؟ !
فَيا وَيلَكُم مِن ذُلِّ يَومِ القِيامَةِ كَيفَ يُهينُكُم ويُصَغِّرُكُم .؟ ! ويا وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! إنَّكُم لَتَعمَلونَ عَمَلَ المُلحِدينَ وتَأمُلونَ أمَلَ الوارِثينَ وتَطمَئِنّونَ بِطُمَأنينَةِ الآمِنينَ ! ولَيسَ أمرُ اللّهِ عَلى ما تَتَمَنَّونَ وتَتَخَيَّرونَ ، بَل لِلمَوتِ تَتَوالَدونَ ، ولِلخَرابِ تَبنونَ وتَعمُرونَ ، ولِلوارِثينَ تَمهَدونَ ! ۱

۳۲۶۴.عنه عليه السلام :يا عُلَماءَ السَّوءِ ، تَأمُرونَ النّاسَ يَصومونَ ويُصَلّونَ ويَتَصَدَّقونَ ولا تَفعَلونَ ما تَأمُرونَ ! وتَدرُسونَ ما لا تَعلَمونَ فَيا سوءَ ما تَحكُمونَ ! تَتوبونَ بِالقَولِ وَالأَمانِيِّ وتَعمَلونَ بِالهَوى ! وما يُغني عَنكُم أن تُنَقّوا جُلودَكُم وقُلوبُكُم دَنِسَةٌ. ۲

۳۲۶۵.عنه عليه السلام :إلى كَم يَسيلُ الماءُ عَلَى الجَبَلِ لا يَلينُ؟! إلى كَم تَدرُسونَ الحِكمَةَ لا يَلينُ عَلَيها قُلوبُكُم؟! ۳

۳۲۶۶.عنه عليه السلام :لا تَكونوا كَالمُنخُلِ يُخرِجُ مِنهُ الدَّقيقَ الطَّيِّبَ ويُمسِكُ النُّخالَةَ. كَذلِكَ أنتُم

1.تحف العقول : ص ۵۰۳ ـ ۵۰۷ ـ ۵۰۹ ، بحارالأنوار : ج ۱۴ ص ۳۰۷ ح ۱۷ .

2.تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۷۶ .

3.الأمالي للمفيد : ص ۲۰۹ ح ۴۳ عن ابن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۱۴ ص ۳۲۵ ح ۳۸ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
484

۳۲۶۳.عنه عليه السلام :بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ شَرَّ النّاسِ لَرَجُلٌ عالِمٌ آثَرَ دُنياهُ عَلى عِلمِهِ ، فَأَحَبَّها وطَلَبَها وجَهَدَ عَلَيها حَتّى لَوِ استَطاعَ أن يَجعَلَ النّاسَ في حَيرَةٍ لَفَعَلَ ، وماذا يُغني عَنِ الأَعمى سَعَةُ نورِ الشَّمسِ وهُوَ لا يُبصِرُها ؟ ! كَذلِكَ لا يُغني عَنِ العالِمِ عِلمُهُ إذ هُوَ لَم يَعمَل بِهِ .
ما أكثَرَ ثِمارَ الشَّجَرِ ولَيسَ كُلُّها يَنفَعُ ويُؤكَلُ ! وما أكثَرَ العُلَماءَ ولَيسَ كُلُّهُم يَنتَفِعُ بِما عَلِمَ ! وما أوسَعَ الأَرضَ ولَيسَ كُلُّها تُسكَنُ ! وما أكثَرَ المُتَكَلِّمينَ ولَيسَ كُلُّ كَلامِهِم يُصَدَّقُ ! فَاحتَفِظوا مِنَ العُلَماءِ الكَذَبَةِ الَّذينَ عَلَيهِم ثِيابُ الصّوفِ مُنَكِّسي رُؤوسِهِم إلَى الأَرضِ يُزَوِّرونَ بِهِ الخَطايا يَرمُقونَ مِن تَحتِ حَواجِبِهِم كَما تَرمُقُ الذِّئابُ ، وقَولُهُم يُخالِفُ فِعلَهُم ، وهَل يُجتَنى مِنَ العَوسَجِ العِنَبُ ، ومِنَ الحَنظَلِ التّينُ ؟ ! وكَذلِكَ لا يُؤَثِّرُ قَولُ العالِمِ الكاذِبِ إلّا زوراً ، ولَيسَ كُلُّ مَن يَقولُ يَصدُقُ . . .
وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! لا تُحَدِّثوا أنفُسَكُم أنَّ آجالَكُم تَستَأخِرُ مِن أجلِ أنَّ المَوتَ لَم يَنزِل بِكُم ، فَكَأَنَّهُ قَد حَلَّ بِكُم فَأَظعَنَكُم ، فَمِنَ الآنَ فَاجعَلُوا الدَّعوَةَ في آذانِكُم ، ومِنَ الآنَ فَنوحوا عَلى أنفُسِكُم ، ومِنَ الآنَ فَابكوا عَلى خَطاياكُم ، ومِنَ الآنَ فَتَجَهَّزوا وخُذوا اُهبَتَكُم وبادِرُوا التَّوبَةَ إلى رَبِّكُم . . .
وَيلَكُم يا عُلَماءَ السَّوءِ ! ألَم تَكونوا أمواتاً فَأَحياكُم ؟ فَلَمّا أحياكُم مُتُّم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا اُمِّيّينَ فَعَلَّمَكُم ؟ فَلَمّا عَلَّمَكُم نَسيتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا جُفاةً فَفَقَّهَكُمُ اللّهُ ؟ فَلَمّا فَقَّهَكُم جَهِلتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا ضُلّالًا فَهَداكُم ؟ فَلَمّا هَداكُم ضَلَلتُم ؟ !
وَيلَكُم ! ألَم تَكونوا عُمياً فَبَصَّرَكُم ؟ فَلَمّا بَصَّرَكُم عَميتُم ؟ !

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج2
    المساعدون :
    برنجکار، رضا؛المسعودي، عبدالهادي
    المجلدات :
    5
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 107914
الصفحه من 511
طباعه  ارسل الي