107
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

۳۴۹۴.الإمام الصادق عليه السلام :إِنَّ الأَشياءَ تَدُلُّ عَلى حُدوثِها مِن . . . تَحَرُّكِ الأَرضِ ومَن عَلَيها ، وَانقِلابِ الأَزمِنَةِ ، وَاختِلافِ الوَقتِ ، وَالحَوادِثِ الَّتي تَحدُثُ فِي العالَمِ ، مِن زِيادَةٍ ونُقصانٍ ، ومَوتٍ وبَلاءٍ ، وَاضطِرارِ النَّفسِ إِلَى الإِقرارِ بأَنَّ لَها صانِعا ومُدَبِّرا . أما تَرَى الحُلوَ يَصيرُ حامِضا ، وَالعَذبَ مُرّا ، والجَديدَ بالِيا ، وكُلٌّ إِلى تَغَيُّرٍ وفَناءٍ ؟! ۱

۳۴۹۵.الكافيـ في خَبَرِ مُناظَرَةِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام لِابنِ أَبِي العَوجاءِ ـ: فَقالَ[ عليه السلام ]لَهُ : أ مَصنوعٌ أنتَ أو غَيرُ مَصنوعٍ ؟
فَقالَ عَبدُ الكَريمِ بنُ أبِي العَوجاءِ : بَل ، أنَا غَيرُ مَصنوعٍ .
فَقالَ لَهُ العالِمُ عليه السلام : فَصِف لي لَو كُنتَ مَصنوعا كَيفَ كُنتَ تَكونُ ؟
فَبَقِيَ عَبدُ الكَريمِ مَلِيّا لا يُحيرُ جَوابا ، ووَلِعَ بِخَشَبَةٍ كانَت بَينَ يَدَيهِ ، وهُوَ يَقولُ : طَويلٌ عَريضٌ عَميقٌ قَصيرٌ مُتَحَرِّكٌ ساكِنٌ ، كُلُّ ذلِكَ صِفَةُ خَلقِهِ .
فَقالَ لَهُ العالِمُ : فَإِن كُنتَ لَم تَعلَم صِفَةَ الصَّنعَةِ غَيرَها فَاجعَل نَفسَكَ مَصنوعا لِما تَجِدُ في نَفسِكَ مِمّا يَحدُثُ مِن هذِهِ الأُمورِ . ۲

۳۴۹۶.التوحيد عن أبي الصلت الهرويّ :سَأَلَ المَأمونُ أبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بنَ موسَى الرِّضا عليهماالسلامعَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً»۳ .
فَقالَ : إِنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ . . . خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أيّامٍ وهُوَ

1.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۱۶ ح ۲۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۷۸ ح ۵۳ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۷۶ ، التوحيد : ص ۲۹۶ ح ۶ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۰۰ ح ۲۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۳۱ ح ۴ وراجع التوحيد : ص ۲۹۳ ح ۲ .

3.هود : ۷ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
106

في تَغييرهِ دُخولَهُ فِي الحَدَثِ ، لَيسَ لَكَ وَراءَهُ شَيءٌ يا عَبدَ الكَريمِ ، فَانقَطَعَ وخَزِيَ . ۱

۳۴۹۳.التوحيد عن هشام بن الحكم :دَخَلَ أَبو شاكِرٍ الدَّيصانِيِّ عَلى أَبي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : إِنَّكَ أَحَدُ النُّجومِ الزَّواهِرِ ، وكانَ آباؤُكَ بُدورا بَواهِرَ ، وأُمَّهاتُكَ عَقيلاتٍ عَباهِرَ ، وعُنصُرُكَ مِن أَكرَمِ العَناصِرِ ، وإِذا ذُكِرَ العُلَماءُ فَبِكَ تُثَنَّى الخَناصِرُ ، فخَبِّرني أيُّهَا البَحرُ الخَضِمُّ الزّاخِرُ ، مَا الدَّليلُ عَلى حُدوثِ العالَِمِ ؟
فَقالَ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : نَستَدِلُّ عَلَيهِ بِأَقرَبِ الأَشياءِ .
قال : وما هُوَ؟
فَدَعا أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام بِبَيضَةٍ فَوَضَعَها عَلى راحَتِهِ ، فَقالَ : هذا حِصنٌ مَلمومٌ ، داخِلُهُ غِرقِئُ ۲ رَقيقٌ لَطيفٌ ، بِهِ فِضَّةٌ سائِلَةٌ وذَهَبَةٌ مائِعَةٌ ، ثُمَّ تَنفَلِقُ عَن مِثلِ الطّاووسِ ، أ دَخَلَها شَيءٌ ؟ فَقالَ : لا . قالَ : فَهذَا الدَّليلُ عَلى حُدوثِ العالَمِ .
قالَ : أَخبَرتَ فَأَوجَزتَ ، وقُلتَ فَأَحسَنتَ ، وقَد عَلِمتَ أنّا لا نَقبَلُ إِلّا ما أَدرَكناهُ بِأَبصارِنا ، أو سَمِعناهُ بِاذانِنا ، أو شَمَمناه بِمَناخِرِنا ، أو ذُقناهُ بِأَفواهِنا ، أو لَمَسناهُ بِأَكُفِّنا ، أو تُصوِّرَ فِي القُلوبِ بَيانا ، أوِ استَنبَطَهُ الرَّوِيّاتُ ۳ إِيقانا .
فَقالَ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ذَكَرتَ الحَواسَّ الخَمسَ ، وهِيَ لا تَنفَعُ شَيئا بِغَيرِ دَليلٍ ، كَما لا يُقطَعُ الظُّلمَةُ بِغَيرِ مِصباحٍ . ۴

1.الكافي : ج ۱ ص ۷۷ ، التوحيد : ص ۲۹۷ ح ۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۶۲ ح ۳۲ .

2.الغِرقِئ : القِشرة الملتزقة ببياض البيض (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۲) .

3.الرَّوِيّات : جمع رويّة ؛ وهي التفكّر في الأمر (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۵۰ «روى») .

4.التوحيد : ص ۲۹۲ ح ۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۴۳۲ ح ۵۷۱ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۲۰۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۵۴۳ ، روضة الواعظين : ص ۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۲۱۱ ح ۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109302
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي