169
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

يَـمُوسَى» 1 فقال موسى مجيبا : «رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىْ ءٍ خَلْقَهُ» 2 . 3
أي : أنّ لكلّ شيء في نظام الخلق ميزات متعلقة به تنطبق على حاجاته ، وهذا التوافق دليل واضح على أنّ الخالق الحكيم القادر هو المدّبر لعالم الوجود .
يقول الإمام الصادق عليه السلام في بيانه للميزات التي تحتاج إِليها الطيور مشيرا إِلى هذه الحكمة المهمّة في نظام الخلق :
«فَجَعَلَ كُلَّ شَيءٍ مِن خَلقِهِ مُشاكِلاً لِلأَمرِ الَّذي قَدَّرَ أن يَكونَ عَلَيهِ» 4 .

4 . الشعور الفطري للحيوانات

يقول «كرسى موريسن» في أَدلته السبعة على إِثبات وجود اللّه تعالى :
إِنّ دليلي الثالث هو سلوك الحيوانات الّذي يقودنا بكلّ صراحة إِلى وجود الخالق الرحيم ، اللّه الّذي وهب لها الشعور الفطري ، ولو كانت محرومة من مثل هذا الشعور لما استطاعت أَداء أي دورٍ ۵ .
إِنّ الاستدلال بالشعور الفطري كان الدليل الثاني لنبيّ اللّه موسى عليه السلام على إِثبات التوحيد لفرعون : «رَبُّنَا الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى» .

5 . دور الحيوانات في حياة الإنسان

تعرّض القرآن الكريم إِلى ذكر دور الحيوانات في حياة الإنسان في آيات عديدة ،

1.طه : ۴۹ .

2.طه : ۵۰ .

3.راجع : ص ۱۶۱ «الباب الثالث : خلق الحيوان» .

4.راجع : ص ۱۶۴ ح ۳۵۷۹ .

5.دانستنيهاى جهان علم (بالفارسية) : ص ۴ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
168

فِى الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ بَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَـحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَأيَـتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» 1 .
يقول الاُستاذ «ميكستر» أُستاذ علم الحيوان في «كالج وتن» : إِنّ أَنواع الحيوانات كثيرة جدّا ، إِذا أَردنا إِحصاءها فإنّها ستكون بعدد النجوم ... ومع وجود هذا التنوع فإن هناك نظاما وترتيبا خاصّا لكلِّ نوع من هذه الأَنواع 2 .

2 . حِكمة صغر الحَشرات

يقول العالم الرومي «بيني» : إِذا كان للزنبور هيبة العقاب وللخُنفساء قوة الأَسد ، فإنّ عالمنا سيكون سوقا للفوضى! لكن الحِكمة البالغة لخالق العالم جعلت كلّ شيء متناسبا مع النظام العام السَّائد على العالم ، قال تعالى : «إِنَّا كُلَّ شَىْ ءٍ خَلَقْنَـهُ بِقَدَرٍ»۳ .

3 . ميزات كلّ حيوان

إِنّ أَحد الدلائل الإلهية الكبرى في خلق الحيوانات هو أنَّ لكلِّ نوع منها ميزات معينة تنطبق على ظروف حياته ، ولو فقدت تلك الميزات فلا يمكنها إِدامة الحياة ، والاستدلال بهذا البرهان كان واحدا من أَدلة نبيّ اللّه موسى عليه السلام لأَجل إِثبات التوحيد لفرعون حينما قال فرعون له ولأَخيه هارون : «فَمَن رَّبُّكُمَا

1.البقرة : ۱۶۴ .

2.راجع : اثبات وجود خدا (بالفارسية) : ص ۱۱۱ .

3.راجع : ص ۱۶۲ ح ۳۵۷۶ و ج ۵ ص ۴۳ «الفصل الثاني والخمسون : القادر، القدير» و ج ۵ ص ۲۱۵ «الفصل السابع والسبعون : المُقَدِّر» .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109235
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي