195
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

«إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضَ أَن تَزُولَا» ۱ .
على ضوء آيات القرآن الكريم أَشارت الأَحاديث الإسلامية أَيضا إِلى مسأَلة كون الأَرض عائمة في الفضاء بعبارات واضحة ، مثل :
«بَسَطَ الأَرضَ عَلَى الهَواءِ بِغَيرِ أَركانٍ».۲و «أقامَها بِغَيرِ قَوائِمَ ، ورَفَعَها بِغَيرِ دَعائِمَ»۳و«أقامَ الأَرضَ بِغَيرِ سَنَدٍ»۴و«اِستَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِأَوتادِها فَوقَ الماءِ»۵وغيرها .
والنقطة المهمة الأُخرى الجديرة بالذكر هي كيفية إِجراء الأَمر الإلهي في إِقامة الأرض والأَجرام السَّماوية في الفضاء ، وحفظها ضمن مداراتها الخاصة ، وقد ذُكرت هذه المسأَلة بوضوح في آيتين أُخريين ، هما قوله تعالى :
«اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَـوَ تِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا»۶ .
وقوله :
«خَلَقَ السَّمَـوَ تِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا»۷ .
إِنّ هاتين الآيتين توضّحان الأَمر والإمساك الإلهيين الواردين في الآيتين المتقدّمتين آنفا ، أي أنّ عدم سقوط السَّماوات والأَرض بأمر اللّه سبحانه ، وبواسطة

1.فاطر : ۴۱ .

2.راجع : ج ۴ ص ۵۴ ح ۴۲۰۴ .

3.راجع : ج ۵ ص ۳۱۱ ح ۵۴۹۷ .

4.مصباح المتهجد : ص ۳۰۷ ح ۴۱۷ ، جمال الاُسبوع : ص ۱۸۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۱۹۶ ح ۳ .

5.بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۳۶ ح ۹ نقلاً عن مهج الدعوات .

6.الرعد : ۲ .

7.لقمان : ۱۰ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
194

الأَرض سيكون أَربعة أَضعاف سطحها الحالي ، وترتفع قوة جذبها إِلى ضعفين عمّا هي عليه الآن ، كما تنخفض درجات الحرارة بشكل خطير ، ويرتفع ضغط الهواء من كيلو غرام على السنتيمتر المربع الواحد إِلى كيلو غرامين ، وكلّ هذه العوامل لها ردود فعل شديدة على الحياة في الأَرض . إِنّ هذا لهو فعل الخالق الحكيم الذي جعل كلّ شيء في نظام الخلق بالمقدار الذي تقتضيه فلسفة خلقه ، قال تعالى : «إِنَّا كُلَّ شَىْ ءٍ خَلَقْنَـهُ بِقَدَرٍ»۱ . ۲

ثانيا : استقرار الأَرض في الفضاء

إِنّ الدرس الآخر المستفاد من تأَمّل خلق الأَرض ، هو كون الأَرض عائمةً في الفضاء ، والسيطرة عليها عن طريق أَعمدة غير مرئيّة تتمثّل بقوة الجاذبية ، وهذا الأَمر العجيب الجدير بالتأَمل يعتبره القرآن الكريم إِحدى آيات قدرة الخالق الحكيم وتدبيره ، فيصرّح بالقول :
«وَ مِنْ ءَايَـتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ»۳ .
إِنّ لهذه الآية دلالة واضحة بأنّ الأَرض وسائر الأَجرام السماوية قائمةٌ في الفضاء بدون أَعمدة وأُسس وروابط مادية محسوسة ، وليس ثمة شيء يقيمها غير أَمر اللّه تعالى ۴ ، وفي آية أُخرى ، يؤكّد القرآن الكريم بأنّ اللّه تعالى وحدَه هو الذي يحفظ السَّماء والأَرض ويمنعهما من السقوط ، حيث يقول :

1.القمر : ۴۹ وراجع : الطارق : ۱۲ .

2.راجع : اثبات وجود خدا (بالفارسية) ، ص ۲۱ .

3.الروم : ۲۵ .

4.قال الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسير الآية : بلادعامة تدعمها ولا علاقة تُعلّق بها ، بل لأنّ اللّه تعالى يسكّنها حالاً بعد حالٍ ، لأعظم دلالة على أنّه لا يقدر عليه سواه (التبيان في تفسير القرآن : ج ۸ ص ۲۴۳) .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109321
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي