313
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

«من البهاء والحسن ، ناظرة في وجه اللّه تعالى»۱ .
2 . وعنه أَيضا : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله :
«إِنَّ أَدنى أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً لَمَن يَرى في مُلكِهِ أَلفَي سَنَةٍ ، وإِنَّ أَفضَلَهُم مَنزِلَةً لَمَن يَنظُرُ في وَجهِ اللّهِ تَعالى كُلَّ يَومٍ مَرَّتَينِ ، ثُمَّ تَلا :«وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ»قالَ : البَياضُ وَالصَّفاء«إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ»۲قالَ : يَنظُرُ كُلَّ يَومٍ في وَجهِ اللّهِ عز و جل» . ۳
3 . وفي صحيح مسلم عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
«إِذا دَخَلَ أَهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ ، قالَ : يَقولُ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ : تُريدونَ شَيئا أَزيدُكُم ؟ فَيَقولونَ : أَلَم تُبَيِّض وُجوهَنا ؟ أَلَم تُدخِلنَا الجَنَّةَ وتُنَجِّنا مِنَ النّارِ ؟ قالَ : فَيَكشِفُ الحِجابَ ، فَما أُعطوا شَيئا أَحَبَّ إِلَيهِم مِنَ النَّظَرِ إِلى رَبِّهِم عز و جل» . ۴
وجواب ما استندوا إِليه كدليلٍ نقليّ على إِمكان الرؤية بالبصر هو : على فرض أَن نقبل زعم أَهل الحديث صحّة الأَحاديث المذكورة ، نقول :
أَوّلاً : للرؤية في هذه الروايات قابليّة الانطباق على الرؤية القلبيّة بالتفسير الصحيح الذي سيأتي .

1.الفردوس : ج ۴ ص ۴۰۹ ح ۷۱۹۰ عن ابن عمر .

2.القيامة : ۲۳ .

3.المستدرك على الصحيحين: ج ۲ ص ۵۵۳ ح ۳۸۸۰، تفسيرالطبري: ج ۱۴ الجزء۲۹ ص ۱۹۳، كنزالعمّال : ج ۱۴ ص ۴۶۵ ح ۳۹۲۸۱ وراجع : سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۸۸ ح ۲۵۵۳ وج ۵ ص ۴۳۱ ح ۳۳۳۰ و مسند ابن حنبل : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۵۳۱۷ .

4.صحيح مسلم : ج ۱ ص ۱۶۳ ح ۲۹۷ ، سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۸۷ ح ۲۵۵۲ وج ۵ ص ۲۸۶ ح ۳۱۰۵ ، سنن ابن ماجة : ج ۱ ص ۶۷ ح ۱۸۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۵۰۵ ح ۱۸۹۶۳ كلّها عن صهيب نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۴ ص ۴۴۷ ح ۳۹۲۰۴ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
312

الدليل العقليّ للقائلين بجواز الرؤية

على الرغم من أَنّ القائلين بإمكان رؤية اللّه بالعين يزعمون أَنّ لهم دليلاً عقليّا وآخر نقليّا ، لكنّ بطلان دليلهم العقليّ من الوضوح بمكانٍ أَنّه لا يحتاج إِلى نقاش ، نحو : صِرف وجود الأَشياء يقتضي إِمكان رؤيتها ۱ ، أَو قول ابن تيميّة : «فإنّ الرؤية وجود محض ، وهي إِنّما تتعلّق بموجود لا بمعدوم ، فما كان أَكمل وجود ، بل كان وجوده واجبا فهو أَحقّ بها ممّا يلازمه من العدم...» . ۲
والجواب عن هذا الكلام هو :
أَوّلاً : إِنّ إِثبات هذا الزعم بأنّ صرف الوجود يقتضي إِمكان الرؤية ، أَو أَنّ ما كان أَكمل وجودا ، فهو أَحقّ بالرؤية يحتاج إِلى دليل .
ثانيا : دلّت التجربة على أَنّ كثيرا من الأَشياء تتعذّر رؤيته الحسّيّة ، فهل استطاع أَحد أَن يرى قوّة التفكّر بالعين لحدّ الآن؟!
ثالثا : كما لوحظ في الروايات المأثورة عن أَهل البيت عليهم السلام ، فإنّ العين لا تستطيع أَن ترى إِلّا ما كان له لون وكيفيّة ، ومثل هذا الشيء لا يمكن أَن يكون خالقا غير محدود .

الدليل النقليّ للقائلين بجواز الرؤية

أَمّا دليلهم النقليّ الذي وصفه القاضي الإيجيّ بأنّه الدليل الأَصليّ لإثبات إِمكان الرؤية فهو الأَحاديث التي نشير إِلى عدد منها فيما يأتي :
1 . عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه و آله في قوله تعالى : «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ...»۳

1.اللمع للأَشعريّ : ص ۳۲؛ شرح المقاصد للتفتازانيّ : ج ۴ ص ۱۸۹ .

2.الردّ على المنطقيّين : ص ۲۳۸ .

3.القيامة : ۲۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109264
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي