417
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3

المرتبة السادسة : التّوحيد في العبادة

العبادة في اللغة هي : اللين والذلّ ۱ ، وعبادة اللّه : التذلّل والخضوع أَمامه، ويُستعمَل التَّوحيد في العبادة قرآنيّا وروائيّا بمعنيين هما:
1 . إِطاعة اللّه وحده وترك عبادة غيره ، كما جاء في قوله تعالى:
«وَ لَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَ اجْتَنِبُواْ الطَّـغُوتَ» . ۲
وقوله سبحانه:
«وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّـغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَ أَنَابُواْ إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى» . ۳
وهذا المعنى للتَّوحيد في العبادة هو نفس التَّوحيد في الطَّاعة الذي تقدّم توضيحه من قبل .
2 . خلوص النيّة في عبادة اللّه وحدَه .
إِنّ التَّوحيد في الطّاعة و إِن كان يلازم التَّوحيد في العبادة أَيضا ـ لأَنّ طاعة

1.قال ابن فارس : العين والباء والدال أصلان صحيحان كأنّهما متضادّان و[ الأوّل] من ذينك الأصلين يدلّ على لين وذلّ ، والآخر على شدّة وغلظ. (معجم مقاييس اللغة : ج ۴ ص ۲۰۵) .

2.النحل : ۳۶ .

3.الزمر: ۱۷ .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
416

فَأَجابَهُ مِنهُم مُجيبٌ: لَبَّيكَ يا روحَ اللّهِ وكَلِمَتَهُ .
فَقالَ: وَيحَكُم ، ما كانَت أَعمالُكُم؟
قالَ: عِبادَةُ الطَّاغوتِ وحُبُّ الدُّنيا ، مَعَ خَوفٍ قَليلٍ وأَمَلٍ بَعيدٍ وغَفلَةٍ في لَهوٍ ولَعِبٍ .
فَقالَ: كَيفَ كانَ حُبُّكُم لِلدُّنيا؟
قالَ: كَحُبِّ الصِّبِيِّ لِاُمِّهِ ؛ إِذا أَقبَلَت عَلَينا فَرِحنا وسُرِرنا ، وإِذا أَدبَرَت عَنّا بَكَينا وحَزَنّا .
قالَ: كَيفَ كانَت عِبادَتُكُم لِلطّاغوتِ؟
قالَ: الطّاعَةُ لِأَهلِ المَعاصي . ۱

۳۹۸۷.عنه عليه السلام :مَعنى صِفَةِ الإِيمانِ الإِقرارُ وَالخُضوعُ للّهِِ بِذُلِّ الإِقرارِ وَالتَّقَرُّبُ إِلَيهِ بِهِ وَالأَداءُ لَهُ بِعِلمِ كُلِّ مَفروضٍ مِن صَغيرٍ أَو كَبيرٍ مِن حَدِّ التَّوحيدِ فَما دونَهُ إِلى آخِرِ بابٍ مِن أَبوابِ الطّاعَةِ أَوَّلاً فَأَوّلاً ، مَقرونٌ ذلِكَ كُلُّهُ بَعضُهُ إِلى بَعضٍ مَوصولٌ بَعضُهُ بِبَعضٍ ، فَإِذا أَدَّى العَبدُ ما فَرَضَ عَلَيهِ مِمّا وَصَلَ إِلَيهِ عَلى صِفَةِ ما وَصَفناهُ ، فَهُوَ مُؤمِنٌ مُستَحِقٌّ لِصِفَةِ الإِيمانِ ... .
ومَعنَى الشِّركِ: كُلُّ مَعصِيَةٍ عُصِيَ اللّهُ بِها بِالتَّدَيُّنِ فَهُوَ مُشرِكٌ صَغيرَةً كانَت المَعصِيَةُ أَو كَبيرَةً ، فَفاعِلُها مُشرِكٌ . ۲

1.الكافي: ج ۲ ص ۳۱۸ ح ۱۱ ، مشكاة الأنوار: ص ۴۶۱ ح ۱۵۳۸ كلاهما عن مهاجر الأسدي ، معاني الأخبار: ص ۳۴۱ ح ۱ ، ثواب الأعمال: ص ۳۰۳ ح ۱ ، علل الشرائع: ص ۴۶۶ ح ۲۱ والثلاثة الأخيرة عن سهل الحلواني نحوه ، بحار الأنوار: ج ۷۳ ص ۱۰ ح ۳ .

2.تحف العقول: ص ۳۲۹ ، بحار الأنوار: ج ۶۸ ص ۲۷۸ ح ۳۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج3
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 109237
الصفحه من 488
طباعه  ارسل الي