بحث حول أقسام الأجل
وردت الإشارة في الآية الثانية من سورة الأنعام إلى نوعين من الأجل: الأجل المطلق، والأجل المسمّى:
«هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ» . ۱
و«الأجل» لغةً يعني «حلول الوقت» و«المدّة الزمنية للشيء» ، ولكن يبدو أنّ المراد منه في هذه الآية نهاية عمر الإنسان، ويتّضح بقرينة التقابل بين الأجل المطلق والأجل المُسمّى أنّ المقصود من الأجل في التعبير الأوّل يغاير ما ورد في التعبير الثاني.
بعبارة أوضح ، فإنّ الأجل على نوعين: الأجل المبهم، والأجل المعيّن لدى اللّه تعالى ، فالأجل المعيّن هو الأجل المحتوم الّذي لا يقبل التغيير ، ولذلك قيّده القرآن بقوله: «عنده» ، ومن البديهي أنّ الشيء الّذي هو عند اللّه ، لا يقبل التغيير ، كما يقول: «مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَ مَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ»۲ . على هذا الأساس ندرك بوضوح من الآية موضوع البحث أنّ الأجل المُطلق الّذي سُمّي في الروايات بالأجل الموقوف ، قابل للتغيير والزيادة والنقصان، والأجل المُسمّى غير قابل للتغيير.
إنّ الروايات الّتي لاحظناها تؤيّد هذا الاستنباط من الآية، ولكنّ هناك رواية رويت عن الإمام الصادق عليه السلام وردت في تفسير القمّي تخالف ظاهر الآية وكذلك