209
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

النَّهارِ ، وَالنَّهارِ في أثَرِ اللَّيلِ] أبَدا لَهُ في كُلِّ واحِدٍ مِن ذلِكَ ؟ قالوا : لا ، قالَ : فَكَذلِكَ اللّهُ تَعَبَّدَ نَبِيَّهُ مُحَمَّدا بِالصَّلاةِ إلَى الكَعبَةِ بَعدَ أن كانَ تَعَبَّدَهُ بِالصَّلاةِ الى بَيتِ المَقدِسِ ، وما بَدا لَهُ فِي الأَوَّلِ .
ثُمَّ قالَ : ألَيسَ اللّهُ يَأتي بِالشِّتاءِ في أثَرِ الصَّيفِ ، وَالصَّيفِ في أثَرِ الشِّتاءِ ؟ أبَدا لَهُ في كُلِّ واحِدٍ مِن ذلِكَ ؟ قالوا : لا ، قالَ : فَكَذلِكَ لَم يَبدُ لَهُ فِي القِبلَةِ .
قالَ : ثُمَّ قالَ : ألَيسَ قَد ألزَمَكُم فِي الشِّتاءِ أن تَحتَرِزوا مِنَ البَردِ بِالثِّيابِ الغَليظَةِ ، وألزَمَكُم فِي الصَّيفِ أن تَحتَرِزوا مِنَ الحَرِّ ، أفَبَدا لَهُ فِي الصَّيفِ حَتّى أمَرَكُم بِخِلافِ ما كانَ أمَرَكُم بِهِ فِي الشِّتاءِ ؟ قالوا : لا ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَكَذلِكُمُ اللّهُ تَعَبَّدَكُم في وَقتٍ لِصَلاحٍ يَعلَمُهُ بِشَيءٍ ، ثُمَّ تَعَبَّدَكُم في وَقتٍ آخَرَ لِصَلاحٍ آخَرَ يَعلَمُهُ بِشَيءٍ آخَرَ ، فَإِذا أطَعتُمُ اللّهَ فِي الحالَينِ استَحقَقتُم ثَوابَهُ ، وأنزَلَ اللّهُ تَعالى «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»۱ أي إذا تَوَجَّهتُم بِأَمرِهِ ، فَثَمَّ الوَجهُ الَّذي تَقصِدونَ مِنهُ اللّهَ ، وتَأمَلونَ ثَوابَهُ . ۲

۶۰۰۸.التوحيد عن الحسن بن محمّد النّوفلي :قَدِمَ سُلَيمانُ المَروَزِيُّ مُتَكَلِّمُ خُراسانَ عَلَى المَأمونِ ، فَأَكرَمَهُ ووَصَلَهُ ثُمَّ قالَ لَهُ : إنَّ ابنَ عَمّي عَلِيَّ بنَ موسى قَدِمَ عَلَيَّ مِنَ الحِجازِ وهُوَ يُحِبُّ الكَلامَ وأصحابُهُ ، فَلا عَلَيكَ أن تَصيرَ إلَينا يَومَ التَّروِيَةِ لِمُناظَرَتِهِ .
فَقالَ سُلَيمانُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي أكرَهُ أن أسأَلَ مِثلَهُ في مَجلِسِكَ في جَماعَةٍ مِن بَني هاشِمٍ ، فَيَنتَقِصَ عِندَ القَومِ إذا كَلَّمَني ، ولا يَجوزُ الاِستِقصاءُ عَلَيهِ .

1.البقرة : ۱۱۵ .

2.الاحتجاج : ج ۱ ص ۸۳ ح ۲۵ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۴۹۳ ح ۳۱۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۵ ح ۱۸ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
208

عَلَيهِ طولَ هذِهِ المُدَّةِ ؟ فَما يُؤمِنُنا أن تَكونَ الآنَ عَلى باطِلٍ ؟
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : بَل ذلِكَ كانَ حَقّا وهذا حَقٌّ ، يَقولُ اللّهُ : «قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ يَهْدِى مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ»۱ إذا عَرَفَ صَلاحَكُم يا أيُّهَا العِبادُ فِي استِقبالِ المَشرِقِ أمَرَكُم بِهِ ، وإذا عَرَفَ صَلاحَكُم فِي استِقبالِ المَغرِبِ أمَرَكُم بِهِ ، وإن عَرَفَ صَلاحَكُم في غَيرِهِما أمَرَكُم بِهِ ، فَلا تُنكِروا تَدبيرَ اللّهِ تَعالى في عِبادِهِ ، وقَصدَهُ إلى مَصالِحِكُم .
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَقَد تَرَكتُمُ العَمَلَ يَومَ السَّبتِ ثُمَّ عَمِلتُم بَعدَهُ سائِرَ الأَيّامِ ، ثُمَّ تَرَكتُموهُ فِي السَّبتِ ثُمَّ عَمِلتُم بَعدَهُ ، أفَتَرَكتُمُ الحَقَّ إلى باطِلٍ أوِ الباطِلَ إلى حَقٍّ ؟ أوِ الباطِلَ إلى باطِلٍ أوِ الحَقَّ إلى حَقٍّ ؟ قولوا كَيفَ شِئتُم فَهُوَ قَولُ مُحَمَّدٍ وجَوابُهُ لَكُم . قالوا : بَل تَركُ العَمَلِ فِي السَّبتِ حَقٌّ وَالعَمَلُ بَعدَهُ حَقٌّ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَكَذلِكَ قِبلَةُ بَيتِ المَقدِسِ في وَقتِهِ حَقٌّ ، ثُمَّ قِبلَةُ الكَعبَةِ في وَقتِهِ حَقٌّ .
فَقالوا لَهُ : يا مُحَمَّدُ ، أفَبَدا لِرَبِّكَ فيما كانَ أمَرَكَ بِهِ بِزَعمِكَ مِنَ الصَّلاةِ إلى بَيتِ المَقدِسِ حَتّى نَقَلَكَ إلَى الكَعبَةِ ؟ فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما بَدا لَهُ عَن ذلِكَ ، فَإِنَّهُ العالِمُ بِالعَواقِبِ وَالقادِرُ عَلَى المَصالِحِ ، لا يَستَدرِكُ عَلى نَفسِهِ غَلَطا ، ولا يَستَحدِثُ رَأياً بِخِلافِ المُتَقَدِّمِ جَلَّ عَن ذلِكَ ، ولا يَقَعُ عَلَيهِ أيضا مانِعٌ يَمنَعُهُ مِن مُرادِهِ ، ولَيسَ يَبدو إلّا لِمَن كانَ هذا وَصفَهُ ، وهُوَ عز و جل يَتَعالى عَن هذِهِ الصِّفاتِ عُلُوّا كَبيرا .
ثُمَّ قالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أيُّهَا اليَهودُ ، أخبِروني عَنِ اللّهِ ألَيسَ يُمرِضُ ثُمَّ يُصِحُّ ، ويُصِحُّ ثُمَّ يُمرِضُ ، أبَدا لَهُ في ذلِكَ ، ألَيسَ يُحيي ويُميتُ ؟ [ألَيسَ يَأتي بِاللَّيلِ في أثَرِ

1.البقرة : ۱۴۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 141183
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي