229
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

الجَنَّةِ وَالنّارِ . ۱

۶۰۴۹.الإمام عليّ عليه السلامـ في بَيانِ مُناظَرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مَعَ أهلِ الأَديانِ ـ: ثُمَّ أقبَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى الثَّنَوِيَّةِ الَّذينَ قالوا : النّورُ وَالظُّلمَةُ هُمَا المُدَبِّرانِ ، فَقالَ : وأنتُم فَمَا الَّذي دَعاكُم إلى ما قُلتُموهُ مِن هذا ؟ فَقالوا : لِأَنّا قَد وَجَدنَا العالَمَ صِنفَينِ : خَيرا وشَرّا ، ووَجَدنَا الخَيرَ ضِدّا لِلشَّرِّ ، فَأَنكَرنا أن يَكونَ فاعِلٌ واحِدٌ يَفعَلُ الشَّيءَ وضِدَّهُ ، بَل لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما فاعِلٌ ، ألا تَرى أنَّ الثَّلجَ مُحالٌ أن يَسخُنَ ، كَما أنَّ النّارَ مُحالٌ أن تَبرُدَ ، فَأَثبَتنا لِذلِكَ صانِعَينِ قَديمَينِ : ظُلمَةً ونورا .
فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أفَلَستُم قَد وَجَدتُم سَوادا وبَياضا ، وحُمرَةً وصُفرَةً ، وخُضرَةً وزُرقَةً ؟ وكُلُّ واحِدَةٍ ضِدٌّ لِسائِرِها لِاستِحالَةِ اجتِماعِ اثنَينِ مِنها في مَحَلٍّ واحِدٍ ، كَما كانَ الحَرُّ وَالبَردُ ضِدَّينِ لِاستِحالَةِ اجتِماعِهِما في مَحَلٍّ واحِدٍ ، قالوا : نَعَم .
قالَ : فَهَلّا أثبَتُّم بِعَدَدِ كُلِّ لَونٍ صانِعا قَديما لِيَكونَ فاعِلُ كُلِّ ضِدٍّ مِن هذِهِ الأَلوانِ غَيرَ فاعِلِ الضِّدِّ الآخَرِ ، قالَ : فَسَكَتوا .
ثُمَّ قالَ : كَيفَ اختَلَطَ النّورُ وَالظُّلمَةُ ، وهذا مِن طَبعِهِ الصُّعودُ ، وهذِهِ مِن طَبعِهَا النُّزولُ ؟ أرَأَيتُم لَو أنَّ رَجُلاً أخَذَ شَرقا يَمشي إلَيهِ وَالآخَرَ غَربا أكانَ يَجوزُ عِندَكُم أن يَلتَقِيا ما داما سائِرَينِ عَلى وُجوهِهِما ؟ قالوا : لا .
قالَ : فَوَجَبَ ألّا يَختَلِطَ النّورُ وَالظُّلمَةُ لِذَهابِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما في غَيرِ جِهَةِ الآخَرِ ، فَكَيفَ حَدَثَ هذَا العالَمُ مِنِ امتِزاجِ ما هُوَ مُحالٌ أن يَمتَزِجَ ؟ بَل هُما مُدَبَّرانِ

1.الكافي : ج ۲ ص ۵۱۶ ح ۲ عن عبد اللّه بن أعين و ص ۵۱۵ ح ۱ نحوه ، ثواب الأعمال : ص ۲۹ ح ۱ عن زرارة ابن أعين ، تهذيب الأحكام : ج ۳ ص ۸۰ ح ۲۳۴ ، مصباح المتهجّد : ص ۵۵۴ ح ۶۴۷ كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، أعلام الدين : ص ۳۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۲۰ ح ۲ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
228

خَلقي . ۱

۶۰۴۷.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ مِمّا أوحَى اللّهُ إلى موسى عليه السلام وأنزَلَ عَلَيهِ فِي التَّوراةِ : أنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا ، خَلَقتُ الخَلقَ وخَلَقتُ الخَيرَ وأجرَيتُهُ عَلى يَدَي مَن اُحِبُّ ، فَطوبى لِمَن أجرَيتُهُ عَلى يَدَيهِ .
وأنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا ، خَلَقتُ الخَلقَ وخَلَقتُ الشَّرَّ ۲ وأجرَيتُهُ عَلى يَدَي مَن اُريدُهُ ، فَوَيلٌ لِمَن أجرَيتُهُ عَلى يَدَيهِ . ۳

۶۰۴۸.عنه عليه السلام :أنتَ اللّهُ (الَّذي) لا إلهَ إلّا أنتَ ، خالِقُ الخَيرِ وَالشَّرِّ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ خالِقُ

1.المحاسن : ج ۱ ص ۴۴۱ ح ۱۰۲۰ عن أبي عبيدة الحذّاء و ح ۱۰۱۹ عن محمّد بن مسلم نحوه ، الكافي : ج ۱ ص ۱۵۴ ح ۳ عن عبد المؤمن الأنصاري عن الإمام الصادق عليه السلام وليس فيهما ذيله ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۶۰ ح ۲۰ .

2.في مرآة العقول : قال المحقّق الطّوسي قدس سره : ما ورد أنّه تعالى خالق الخير والشرّ ، اُريد بالشرّ ما لا يلائم الطباع وان كان مشتملاً على مصلحة ، وتحقيق ما ذكره أنّ للشرّ معنيين : أحدهما : ما لا يكون ملائما للطبائع كخلق الحيوانات المؤذية ، والثاني ما يكون مستلزما للفساد ، ولا يكون فيه مصلحة ، والمنفيّ عنه تعالى هوالشرّ بالمعنى الثاني لا الشرّ بالمعنى الأوّل ، وقال الحكماء : ما يمكن صدوره من الحكيم إمّا أن يكون كلّه خيرا ، أو كلّه شرّا ، أو بعضه خيرا وبعضه شرّا ، فإن كان كلّه خيرا وجب عليه تعالى خلقه ، وإن كان كلّه شرّا لم يجز خلقه ، وإن كان بعضه خيرا وبعضه شرّا فإمّا أن يكون خيره أكثر من شرّه ، أو شرّه أكثر من خيره ، أو تساويا ، فإن كان خيره أكثر من شرّه وجب على اللّه خلقه ، وإن كان شرّه أكثر من خيره أو كانا متساويين لم يجز خلقه ، وما نرى من الموذيات في العالم فخيرها أكثر من شرّها . ثمّ اعلم أنّ المراد بخلق الخير والشرّ في هذه الأخبار إمّا تقديرهما ، أو خلق الآلات والأسباب الّتي بها يتيسّر فعل الخير وفعل الشرّ ، كما أنّه سبحانه خلق الخمر وخلق في النّاس القدرة على شربها ، أو كناية عن أنّهما يحصلان بتوفيقه وخذلانه ، فكأنّه خلقهما ، أو المراد بالخير والشرّ النّعم والبلايا ، أو المراد بخلقهما خلق من يعلم أنّه يكون باختياره مختارا للخير أو الشرّ ، ولا يخفى بُعد ما سوى المعنى الثاني والثالث ، وأمّا الحكماء فأكثرهم يقولون لا مؤثّر في الوجود إلّا اللّه ، وإرادة العبد معدّة لإيجاده تعالى الفعل على يده ، فهي موافقة لمذاهبهم ومذاهب الأشاعرة (مرآة العقول : ج ۲ ص ۱۷۱ ـ ۱۷۲) .

3.الكافي : ج ۱ ص ۱۵۴ ح ۱ ، المحاسن : ج ۱ ص ۴۴۰ ح ۱۰۱۸ كلاهما عن معاوية بن وهب ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۶۰ ح ۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 139806
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي