249
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

أحسَنَ حَمِدَ اللّهَ ، وإذا أساءَ استَغفَرَ اللّهَ فَهذا مُسلِمٌ بالِغٌ ، وَاللّهُ المُوَفِّقُ . ۱

۶۰۸۶.الكافي عن حمزة بن حمران :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الاِستِطاعَةِ فَلَم يُجِبني ، فَدَخَلتُ عَلَيهِ دَخلَةً اُخرى ، فَقُلتُ : أصلَحَكَ اللّهُ ، إنَّهُ قَد وَقَعَ في قَلبي مِنها شَيءٌ لا يُخرِجُهُ إلّا شَيءٌ أسمَعُهُ مِنكَ .
قالَ : فَإِنَّهُ لا يَضُرُّكَ ما كانَ في قَلبِكَ .
قُلتُ : أصلَحَكَ اللّهُ ، إنّي أقولُ : إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لَم يُكَلِّفِ العِبادَ ما لا يَستَطيعونَ ولَم يُكَلِّفهُم إلّا ما يُطيقونَ ، وإنَّهُم لا يَصنَعونَ شَيئا مِن ذلِكَ إلّا بِإِرادَةِ اللّهِ ومَشيئَتِهِ وقَضائِهِ وقَدَرِهِ .
قالَ : فَقالَ : هذا دينُ اللّهِ الَّذي أنَا عَلَيهِ وآبائي ، أو كَما قالَ . ۲

۶۰۸۷.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي :دَخَلتُ عَلى عَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا بِمَروَ ، فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، رُوِيَ لَنا عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام قالَ : إنَّهُ لا جَبرَ ولا تَفويضَ ، بَل أمرٌ بَينَ أمرَينِ ، فَما مَعناهُ ؟
قالَ : مَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ يَفعَلُ أفعالَنا ثُمَّ يُعَذِّبُنا عَلَيها ، فَقَد قالَ : بِالجَبرِ ، ومَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ عز و جل فَوَّضَ أمرَ الخَلقِ وَالرِّزقِ إلى حُجَجِهِ عليهم السلام ، فَقَد قالَ بِالتَّفويضِ ، وَالقائِلُ بِالجَبرِ كافِرٌ وَالقائِلُ بِالتَّفويضِ مُشرِكٌ .
فَقُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ فَما أمرٌ بَينَ أمرَينِ .

1.الخصال : ص ۱۹۵ ح ۲۷۱ ، التوحيد : ص ۳۶۰ ح ۵ ، جامع الأخبار : ص ۴۷ ح ۳۸ كلّها عن حريز بن عبد اللّه ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۹ ح ۱۴ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۲ ح ۴ ، التوحيد : ص ۳۴۶ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۳۶ ح ۵۲ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
248

لِما مَلَّكَهُم ، وَالقادِرُ لِما عَلَيهِ أقدَرَهُم ، فَإِنِ ائتَمَروا بِالطّاعَةِ لَم يَكُن لَهُم صادّا عَنها مُبَطِّئا ، وإنِ ائتَمَروا بِالمَعصِيَةِ فَشاءَ أن يَمُنَّ عَلَيهِم فَيَحولَ بَينَهُم وبَينَ مَا ائتَمَروا بِهِ فَعَلَ وإن لَم يَفعَل فَلَيسَ هُوَ حَمَلَهُم عَلَيها قَسرا ، ولا كَلَّفَهُم جَبرا ، بَل بِتَمكينهِ ۱ إيّاهُم بَعدَ إعذارِهِ وإنذارِهِ لَهُم ، وَاحتِجاجِهِ عَلَيهِم طَوَّقَهُم ومَكَّنَهُم وجَعَلَ لَهُمُ السَّبيلَ إلى أخذِ ما إلَيهِ دَعاهُم ، وتَركِ ما عَنهُ نَهاهُم ، جَعَلَهُم مُستَطيعينَ لِأَخذِ ما أمَرَهُم بِهِ مِن شَيءٍ غَيرِ آخِذيهِ ، ولِتَركِ ما نَهاهُم عَنهُ مِن شَيءٍ غَيرِ تارِكيهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ عِبادَهُ أقوِياءَ لِما أمَرَهُم بِهِ ، يَنالونَ بِتِلكَ القُوَّةِ ، ونَهاهُم عَنهُ ، وجَعَلَ العُذرَ لِمَن لَم يَجعَل لَهُ السَّبَبَ جَهدا مُتَقَبَّلاً . ۲

۶۰۸۴.الكافي عن محمّد بن يحيى عمّن حدّثه ، عن الإمام الصادق عليه السلام :لا جَبرَ ولا تَفويضَ ولكِن أمرٌ بَينَ أمرَينِ . قالَ : قُلتُ : وما أمرٌ بَينَ أمرَينِ ؟
قالَ : مَثَلُ ذلِكَ رَجُلٌ رَأَيتَهُ عَلى مَعصِيَةٍ فَنَهَيتَهُ فَلَم يَنتَهِ فَتَرَكتَهُ فَفَعَلَ تِلكَ المَعصِيَةَ ، فَلَيسَ حَيثُ لَم يَقبَل مِنكَ فَتَرَكتَهُ كُنتَ أنتَ الَّذي أمَرتَهُ بِالمَعصِيَةِ . ۳

۶۰۸۵.الإمام الصادق عليه السلام :النّاسُ فِي القَدَرِ عَلى ثَلاثَةِ أوجُهٍ : رَجُلٌ يَزعُمُ أنَّ اللّهَ عز و جل أجبَرَ النّاسَ عَلَى المَعاصي فَهذا قَد ظَلَّمَ اللّهَ عز و جل في حُكمِهِ فَهُوَ كافِرٌ .
ورَجُلٌ يَزعُمُ أنَّ الأَمرَ مُفَوَّضٌ إلَيهمِ فَهذا قَد وَهَّنَ اللّهَ في سُلطانِهِ فَهُوَ كافِرٌ .
ورَجُلٌ يَقولُ : إنَّ اللّهَ عز و جل كَلَّفَ العِبادَ ما يُطيقونَ ولَم يُكَلِّفهُم ما لا يُطيقونَ ، فَإِذا

1.في المصدر هنا اضطراب و ما في المتن صَحَّحناه من نسخة بحار الأنوار.

2.الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام : ص ۴۰۸ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۲۳ ح ۷۱ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۰ ح ۱۳ ، التوحيد : ص ۳۶۲ ح ۸ عن المفضل بن عمر ، تصحيح الاعتقاد : ص ۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۷ ح ۲۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 149362
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي