251
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

فَعَلَ ، وإن لَم يَحُل وفَعَلوهُ فَلَيسَ هُوَ الَّذي أدخَلَهُم فيهِ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : مَن يَضبِطُ حُدودَ هذَا الكَلامِ فَقَد خَصَمَ مَن خالَفَهُ . ۱

۶۰۸۹.الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام :سَأَلتُ العالِمَ عليه السلام : أجبَرَ اللّهُ العِبادَ عَلَى المَعاصي ؟
فَقالَ : اللّهُ أعدَلُ مِن ذلِكَ .
فَقُلتُ لَهُ : فَفَوَّضَ إلَيهِم ؟
فَقالَ : هُوَ أعَزُّ مِن ذلِكَ .
فَقُلتُ لَهُ : فَتَصِفُ لَنَا المَنزِلَةَ بَينَ المَنزِلَتَينِ ؟
فَقالَ : الجَبرُ هُوَ الكَرهُ ، فَاللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لَم يُكرِه عَلى مَعصِيَتِهِ ، وإنَّمَا الجَبرُ أن يُجبَرَ الرَّجُلُ عَلى ما يَكرَهُ وعَلى ما لا يَشتَهي ، كَالرَّجُلِ يُغلَبُ عَلى أن يُضرَبَ أو يُقطَعَ يَدُهُ ، أو يُؤخَذَ مالُهُ ، أو يُغضَبَ ۲ عَلى حُرمَتِهِ ، أو مَن كانَت لَهُ قُوَّةٌ ومَنَعَةٌ فَقُهِرَ ، وأمّا مَن أتى إلى أمرٍ طائِعا مُحِبّا لَهُ يُعطي عَلَيهِ مالَهُ لِيَنالَ شَهوَتَهُ فَلَيسَ ذلِكَ بِجَبرٍ ، إنَّمَا الجَبرُ مَن أكرَهَهُ عَلَيهِ ، أو أغضَبه حَتّى فَعَلَ ما لا يُريدُ ولا يَشتَهيهِ ، وذلِكَ أنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لَم يَجعَل لَهُ هَوىً ولا شَهوَةً ولا مَحَبَّةً ولا مَشيئَةً إلّا فيما عَلِمَ أنَّهُ كانَ مِنهُم ، وإنَّما يُجزَونَ ۳ في عِلمِهِ وقَضائِهِ وقَدَرِهِ عَلَى الَّذي في عِلمِهِ وكِتابِهِ السّابِقِ فيهِم قَبلَ خَلقِهِم ، وَالَّذي عَلِمَ أنَّهُ غَيرُ كائِنٍ مِنهُم هُوَ الَّذي لَم يَجعَل لَهُم فيهِ

1.التوحيد : ص ۳۶۱ ح ۷ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۴۴ ح ۴۸ ، الاختصاص : ص ۱۹۸ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۷۹ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۶ ح ۲۲ .

2.في بحار الأنوار : «يغصب» بدل «يغضب» .

3.في بحار الأنوار: «يَجرونَ».


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
250

فَقالَ : وُجودُ السَّبيلِ إلى إتيانِ ما اُمِروا بِهِ ، وتَركِ ما نُهوا عَنهُ .
فَقُلتُ لَهُ : فَهَل للّهِِ عز و جل مَشيئَةٌ وإرادَةٌ في ذلِكَ ؟
فَقالَ : فَأَمَّا الطّاعاتُ فَإِرادَةُ اللّهِ ومَشيئَتُهُ فيهَا الأَمرُ بِها وَالرِّضا لَها وَالمُعاوَنَةُ عَلَيها ، وإرادَتُهُ ومَشيئَتُهُ فِي المَعاصِي النَّهيُ عَنها وَالسَّخَطُ لَها وَالخِذلانُ عَلَيها .
قُلتُ : فَهَل للّهِِ فيهَا القَضاءُ ؟
قالَ : نَعَم ، ما مِن فِعلٍ يَفعَلُهُ العِبادُ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ إلّا وللّهِِ فيهِ قَضاءٌ .
قُلتُ : ما مَعنى هذَا القَضاءِ ؟
قالَ : الحُكمُ عَلَيهِم بِما يَستَحِقّونَهُ عَلى أفعالِهِم مِنَ الثَّوابِ وَالعِقابِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۱

۶۰۸۸.التوحيد عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الإمام الرضا عليه السلام ، قال :ذُكِرَ عِندَهُ الجَبرُ وَالتَّفويضُ ، فَقالَ : ألا اُعطيكُم في هذا أصلاً لا تَختَلِفونَ فيهِ ولا تُخاصِمونَ عَلَيهِ أحَداً إلّا كَسَرتُموهُ ؟
قُلنا : إن رَأَيتَ ذلِكَ .
فَقالَ : إنَّ اللّهَ عز و جل لَم يُطَع بِإِكراهٍ ، ولَم يُعصَ بِغَلَبَةٍ ولَم يُهمِلِ العِبادَ في مُلكِهِ ، هُوَ المالِكُ لِما مَلَّكَهُم ، وَالقادِرُ عَلى ما أقدَرَهُم عَلَيهِ ، فَإِنِ ائتَمَرَ العِبادُ بِطاعَتِهِ لَم يَكُنِ اللّهُ عَنها صادّا ولا مِنها مانِعا ، وإنِ ائتَمَروا بِمَعصِيَتِهِ فَشاءَ أن يَحولَ بَينَهُم وبَينَ ذلِكَ

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۲۴ ح ۱۷ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۹۷ ح ۳۰۴ ، العدد القوية : ص ۲۹۸ ح ۳۲ ، نثر الدر : ج ۱ ص ۳۶۳ وليس فيهما ذيله من «فقلت له : فهل للّه عز و جل مشية ...» ، روضة الواعظين : ص ۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۱ ح ۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 149354
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي