269
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

تحليل حول الجبر والتفويض والأمر بين الأمرين

لقد شَغلَ موضوع الجبر والتفويض ذهن الإنسان منذ القدم ، فإذا ألقينا نظرة على الفلسفة في العصور القديمة ، فسوف نرى أنّ الرواقيّين كانوا يعتقدون بالجبر، ۱ والأبيقوريّين بالتفويض، ۲ وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد . وما يزال البحث في هذا الموضوع متواصلاً في العصر الحديث أيضا ، فهناك يقف من جانب ديكارت الّذي يؤمن بالتفويض، ۳ ويطالعنا في الجانب الآخر إسبينوزا الّذي كان جبريّا . ۴
إنّ القرآن الكريم ينقل عن مشركي مكّة أنّهم كانوا يستغلّون نظريّة الجبر لتبرير شركهم ، حيث كانوا يقولون : «سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا ءَابَاؤُنَا» . ۵
وتدلّ الروايات التاريخيّة على أنّ الاعتقاد بالجبر ، أو على الأقلّ التساؤل حول هذا الموضوع كان مطروحا في صدر الإسلام بشكلّ جدّي . ۶

1.تاريخ الفلسفة : ج ۱ ص ۵۳۷ ـ ۵۳۸ .

2.تاريخ الفلسفة : ج ۱ ص ۵۵۷ .

3.اُصول الفلسفة : الأصل ۳۵ ص ۶۲ ، تأمّلات : ص ۶۳ .

4.الأخلاق : ص ۱۱۹ .

5.الأنعام : ۱۴۸ .

6.راجع : طبقات المعتزلة : ص ۹ ـ ۱۱ و تاريخ المذاهب الإسلامية : ص ۹۵ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
268
  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 115840
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي