313
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

أهلِ السَّعادَةِ فَسَيَصيرُ إلى عَمَلِ أهلِ السَّعادَةِ ، وأمّا مَن كانَ مِنّا مِن أهلِ الشَّقاوَةِ فَسَيَصيرُ إلى عَمَلِ أهلِ الشَّقاوَةِ .
قالَ : أمّا أهلُ السَّعادَةِ فَيُيَسَّرونَ لِعَمَلِ السَّعادَةِ ، وأمّا أهلُ الشَّقاوَةِ فَيُيَسَّرونَ لِعَمَلِ الشَّقاوَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ : «فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَ اتَّقَى * وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى»۱ . ۲

۶۱۸۵.سنن الترمذي عن عمر بن الخطّاب :لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَ سَعِيدٌ»۳ سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : يا نَبِيَّ اللّهِ فَعلى ما نَعمَلُ ؟ عَلى شَيءٍ قَد فُرِغَ مِنهُ أو عَلى شَيءٍ لَم يُفرَغ مِنهُ ؟
قالَ : بَل عَلى شَيءٍ قَد فُرِغَ مِنهُ وجَرَت بِهِ الأَقلامُ يا عُمَرُ ، ولكِن كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ . ۴

6186.المعجم الكبير عن ابن عبّاسـ في قَولِهِ : «فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَ سَعِيدٌ» ـ: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَحرِصُ أن يُؤمِنَ جَميعُ النّاسِ ويُتابِعوهُ عَلَى الهُدى ، فَأَخبَرَهُ اللّهُ أنَّهُ لا يُؤمِنُ إلّا مَن سَبَقَ لَهُ مِنَ السَّعادَةِ فِي الذِّكرِ الأَوَّلِ ، ولا يَضِلُّ إلّا مَن سَبَقَ لَهُ مِنَ الشَّقاءِ فِي الذِّكرِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ قالَ عز و جل لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «لَعَلَّكَ بَـخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَا يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ» 5 يَقولُ : «إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ ءَايَةً فَظَـلَّتْ أَعْنَـقُهُمْ

1.اللّيل : ۵ ـ ۷ .

2.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۴۵۸ ح ۱۲۹۶ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۰۳۹ ح ۶ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۲۷۳ ح ۱۰۶۷ ، مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۲۹۰ ح ۵۷۸ كلّها عن أبي عبد الرحمن والثلاثة الأخيرة نحوه .

3.هود : ۱۰۵ .

4.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۲۸۹ ح ۳۱۱۱ ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۳۳۹ ح ۱۵۴۶ .

5.الشعراء : ۳ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
312

9 / 2

مَعنى سَعادَةِ المَولودِ وشَقاوَتِهِ قَبلَ وِلادَتِهِ

۶۱۸۳.التوحيد عن محمّد بن أبي عمير :سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ موسَى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام عَن مَعنى قَولِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «الشَّقِيُّ مَن شَقِيَ في بَطنِ اُمِّهِ ، وَالسَّعيدُ مَن سَعِدَ في بَطنِ اُمِّهِ» ، فَقالَ : الشَّقِيُّ مَن عَلِمَ اللّهُ وهُوَ في بَطنِ اُمِّهِ أنَّهُ سَيَعمَلُ أعمالَ الأَشقِياءِ ، وَالسَّعيدُ مَن عَلِمَ اللّهُ وهُوَ في بَطنِ اُمِّهِ أنَّهُ سَيَعمَلُ أعمالَ السُّعَداءِ .
قُلتُ لَهُ : فَما مَعنى قَولِهِ صلى الله عليه و آله : اِعمَلوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ .
فَقال : إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ الجِنَّ وَالإِنسَ لِيَعبُدوهُ ولَم يَخلُقهُم لِيَعصوهُ ، وذلِكَ قَولُهُ عز و جل : «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ»۱ فَيَسَّرَ كُلّاً لِما خُلِقَ لَهُ ، فَالوَيلُ ۲ لِمَنِ استَحَبَّ العَمى عَلَى الهُدى . ۳

۶۱۸۴.الإمام عليّ عليه السلام :كُنّا في جِنازَةٍ في بَقيعِ الغَرقَدِ ۴ ، فَأَتانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَقَعَدَ وقَعَدنا حَولَهُ ومَعَهُ مِخصَرَةٌ ۵ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنكُتُ بِمِخصَرَتِهِ ، ثُمَّ قالَ : ما مِنكُم مِن أحَدٍ ـ ما مِن نَفسٍ مَنفوسَةٍ ـ إلّا كُتِبَ مَكانُها مِنَ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، وإلّا قَد كُتِبَ شَقِيَّةً أو سَعيدَةً .
فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، أفَلا نَتَّكِلُ عَلى كِتابِنا ونَدَعُ العَمَلَ ، فَمَن كانَ مِنّا مِن

1.الذاريات : ۵۶ .

2.الوَيلُ : كلمة عذاب ، وقيل : وادٍ في جهنّم لو اُرسِلت فيه الجبال لماعت من حرّه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۴۶ «ويل») .

3.التوحيد : ص ۳۵۶ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۵۷ ح ۱۰ .

4.بقيع الغرقد : موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها (النهاية : ج ۱ ص ۱۴۶ «بقع») .

5.المخصَرَةُ : ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا أو عُكّازة أو مِقرعة أو قضيب ، وقد يتّكئ عليه (النهاية : ج ۲ ص ۳۶ «خصر») .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 115901
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي