339
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

الفصل الثّاني عَشَرَ : الرِّضا بالقضاء والقدر

12 / 1

الحَثُّ عَلَى الرِّضا بِالقَضاءِ

۶۲۴۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن سَعادَةِ ابنِ آدَمَ رِضاهُ بِما قَضَى اللّهُ لَهُ ، ومِن شَقاوَةِ ابنِ آدَمَ تَركُهُ استِخارَةَ اللّهِ ، ومِن شَقاوَةِ ابنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِما قَضَى اللّهُ لَهُ . ۱

۶۲۴۹.عنه صلى الله عليه و آله :مِن سَعادَةِ ابنِ آدَمَ رِضاهُ بِما قَسَمَ اللّهُ لَهُ . ۲

۶۲۵۰.معاني الأخبار عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه رفعه :جاءَ جَبرَئيلُ عليه السلام إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ إنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أرسَلَني إلَيكَ بِهَدِيَّةٍ لَم يُعطِها أحَدا قَبلَكَ .
قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قُلتُ : وما هِيَ ؟
قالَ : الصَّبرُ وأحسَنُ مِنهُ .
قُلتُ : وما هُوَ ؟
قالَ : الرِّضا . ۳

1.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۴۵۵ ح ۲۱۵۱ عن سعد ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۸۱۴ ح ۲۱۵۳۳ .

2.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۱۶۸ .

3.معاني الأخبار : ص ۲۶۰ ح ۱ ، عدّة الداعي : ص ۸۴ ، مشكاة الأنوار : ص ۴۲۲ ح ۱۴۱۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۷۳ ح ۱۹ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
338

انهدم الجدار بعد نهوضه .
إلى جانب ذلك روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً في حادثة مشابهة ، أنّه نهض من جوار الجدار الّذي كان من المحتمل أن يسقط ، وعندما قال له أصحابه معترضين : يا أميرالمؤمنين ، أتفرّ من قضاء اللّه ؟
قال عليه السلام : «أَفِرُّ مِن قَضاءِ اللّهِ إلى قَدَرِ اللّه »۱.
وهذا يعني أنّ إصابة الشخص الّذي يجلس تحت جدار مائل هي قضاء إلهي ، كما أنّ عدم إصابة الشخص الهارب منه هو تقديره ، ولكن أيّا منهما ليس قضاءً حتميّا ، وعلى الإنسان أن ينتقل من قضاءٍ إلى آخر حفاظا على حياته .
بناءً على ذلك ، فعلى فرض صحّة الرواية الّتي تدلّ على ما يخالف هذا الحديث ، يجب القول إنّه عليه السلام لم يفعل شيئا للحفاظ على حياته ـ مثل ما جاء في الحديث الثالث ۲ من الباب من أنّ الإمام عليه السلام دخل ميدان القتال دون درع وبثوبين فقط ـ ؛ لأنّه كان يعلم أنه لا يصيبه ضرر لهذا لم يأت بما يحافظ به على حياته .
أمّا الحديث الرابع ۳ الّذي يدلّ على وجود ملكين مكلّفين بالحفاظ على حياة الإنسان حتّى يدركه التقدير الإلهي ، فيبدو أنّ المراد من التقدير فيه هو التقدير الحتميّ ، الذي لا ينفع معه أيّ سعي وتدبير ، وليس المقصود منه التقديرات المعلّقة والموقوفة والقابلة للبداء الّتي يستطيع الإنسان أن يغيّر مصيره عبر التدبير والتوكّل والدعاء .
وبما أنّ الإنسان لا يحيط علما بمقدّراته القطعيّة وغير القطعيّة ، فإنّ عليه دوما أن يحول دون المشاكل المحتملة في الحياة من خلال السعي والتدبير إلى جانب الاستعانة باللّه ويصنع مصيرا أفضل لنفسه .

1.راجع : ص ۳۳۴ ح ۶۲۴۲ .

2.راجع : ص ۳۳۵ ح ۶۲۴۶ .

3.راجع : ص ۳۳۶ ح ۶۲۴۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 140434
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي