381
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

من خطر الذنوب والانحرافات، يروى عن الإمام عليّ عليه السلام في هذا المجال:
البَلاءُ لِلظّالِمِ أَدَبٌ .۱
ويبّين القرآن الكريم، دور مشاكل الحياة في توعية الناس قائلاً:
«ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» . ۲
حيث ترى هذه الآية الكريمة أنّ سبب مظاهر الفساد الّتي تحدث في الكرة الأرضيّة (برّها وبحرها)، والمشاكل الناجمة عنها هو سيّئات أفعال الناس ، والهدف منها تحذير المجتمعات المبتلاة بالخطايا وتوعيتها وتأديبها وتربيتها ، وقد تمّ تأكيد هذا المعنى في آيات اُخرى أيضا . ۳
كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام حول الدور التربوي للمشاكل الّتي تواجه الإنسان في حياته :
إنَّ اللّهَ يَبتَلي عِبادَهُ عِندَ الأَعمالِ السَّيِّئَةِ بِنَقصِ الثَّمَراتِ ، وحَبسِ البَرَكاتِ ، وإغلاقِ خَزائِنِ الخَيراتِ ، لِيَتوبَ تائِبٌ ، ويُقلِعَ مُقلِعٌ ، ويَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ ، ويَزدَجِرَ مُزدَجِرٌ .۴

ج ـ التمحيص

يمثّل تمحيص الإنسان وتطهيره من الذنوب حكمة اُخرى من حكم مصائب الحياة ومشاكلها ؛ فإنّ العمل السيّئ يلوّث روح الإنسان ويدنّس قلبه :

1.راجع : ص ۴۰۱ ح ۶۴۱۰ .

2.الروم: ۴۱ .

3.راجع : السجدة : ۲۱ ، الأعراف : ۹۴ و ۱۳۰ ، المؤمنون : ۷۶ .

4.راجع : ص ۴۰۳ ح ۶۴۱۶ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
380

أ ـ العقوبة

إنّ المصائب الّتي يُبتلى بها الأشخاص الذين لا توجد في حياتهم أيُّ نقطة إيجابيّة والذين حفلت حياتهم بالفساد، من وجهة نظر القرآن جزء من العقاب على أعمالهم ، وهذا العقاب ليس تعاقديّا واعتباريّا ، بل عقاب تكوينيّ والنتيجة الطبيعية للفعل القبيح الّذي يرتكبه المجرم .
وقد ابتليت على مرّ التاريخ اُمم مختلفة بالزلازل والسيول والبلايا المختلفة ، واعتبر القرآن هذه البلايا النتيجة الطبيعيّة لسيّئاتهم ، فجاء في سورة العنكبوت بعد استعراض مصير قوم نوح وإبراهيم ولوط وتمرّد قوم عاد وثمود، ومواجهة قارون وفرعون وهامان للرسل وامتناعهم عن قبول دعوتهم:
«فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَ مِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَ مِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَ مِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْـلِمَهُمْ وَ لَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْـلِمُونَ» . ۱
وكون المصائب جزء من العقوبة يمثّل قضيّة مهمّة نبّه عليها القرآن الكريم مرارا ۲ وأكّدتها الأحاديث الكثيرة ، كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام :
كُلَّما أَحدَثَ العِبادُ مِنَ الذُّنوبِ ما لَم يَكونوا يَعمَلونَ ، أحدَثَ اللّهُ لَهُم مِنَ البَلاءِ ما لَم يَكونوا يَعرِفونَ .۳

ب ـ التأديب

إنّ الهدف من بعض المصائب والبلايا الّتي يواجهها الإنسان، هو تأديبه وتحذيره

1.العنكبوت: ۴۰ .

2.راجع : هود : ۱۰۰ و ۱۰۱ ، التوبة : ۷۰ ، آل عمران : ۹ ، يونس : ۱۳ ، الكهف : ۵۹ ، القصص : ۵۹ ، النحل : ۱۱۲ .

3.الكافي : ج ۲ ص ۲۷۵ ح ۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ح ۳۴۳ ح ۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 140100
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي