تَستَقِلَّ بِأَنفُسِها ، ولِذلِكَ لَم تُرزَقِ الحَمامُ فِراخا كَثيرَةً مِثلَما تُرزَقُ الدَّجاجُ ؛ لِتَقوَى الاُمُّ عَلى تَربِيَةِ فِراخِها فَلا تَفسُدَ ولا تَموتَ ، فَكُلٌّ اُعطِيَ بِقِسطٍ مِن تَدبيرِ الحَكيمِ اللَّطيفِ الخَبيرِ . ^۱

۵۶۷۷.الكافي عن معتّب :دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ بِشرٍ الوَشّاءُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، يَسأَ لُهُ أن يُكَلِّمَ شِهابا أن يُخَفِّفَ عَنهُ حَتّى يَنقَضِيَ المَوسِمُ ، وكانَ لَهُ عَلَيهِ ألفُ دينارٍ ، فَأَرسَلَ [الصّادِقُ عليه السلام ] إلَيهِ فَأَتاهُ فَقالَ لَهُ :
قَد عَرَفتَ حالَ مُحَمَّدٍ وَانقِطاعَهُ إلَينا ، وقَد ذَكَرَ أنَّ لَكَ عَلَيهِ ألفَ دينارٍ ، لَم تَذهَب في بَطنٍ ولا فَرجٍ ، وإنَّما ذَهَبَت دَينا عَلَى الرِّجالِ ووَضائِعَ وَضِعَها ، وأنَا اُحِبُّ أن تَجعَلَهُ في حِلٍّ .
فَقالَ[ عليه السلام ] : لَعَلَّكَ مِمَّن يَزعُمُ أنَّهُ يُقبَضُ مِن حَسَناتِهِ فَتُعطاها ، فَقالَ : كَذلِكَ في أيدينا .
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : اللّهُ أكرَمُ وأعدَلُ مِن أن يَتَقَرَّبَ إلَيهِ عَبدُهُ ، فَيَقومَ فِي اللَّيلَةِ القَرَّةِ ^۲ أو يَصومَ فِي اليَومِ الحارِّ أو يَطوفَ بِهذَا البَيتِ ثُمَّ يَسلُبَهُ ذلِكَ فَيُعطاهُ ، ولكِن ، للّهِِ فَضلٌ كَثيرٌ يُكافِئُ المُؤمِنَ ، فَقالَ : فَهُوَ في حِلٍّ . ^۳

۵۶۷۸.الكافي عن الإمام الكاظم عليه السلام :إنَّ اللّهَ لَم يَترُك شَيئا مِن صُنوفِ الأَموالِ إلّا وقَدَقسَمَهُ ، وأعطى كُلَّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ ، الخاصَّةَ وَالعامَّةَ ، وَالفُقَراءَ وَالمَساكينَ ، وكُلَّ صِنفٍ مِن صُنوفِ النّاسِ ، فَقالَ : لَو عُدِلَ فِي النّاسِ لَاستَغنَوا .

فيها بِفَضلِهِ ، وفَصَلَ فيها بِحُكمِهِ ، وحَكَمَ فيها بِعَدلِهِ . ^۱

۵۶۷۳.عنه عليه السلامـ مِن دُعائِهِ في يَومِ الجُمُعَةِ ـ: قَنِّعني يا إلهي بِما رَزَقتَني ، وما رَزَقتَني مِن رِزقٍ فَأَرِني فيهِ عَدلاً حَتّى أرى قَليلَهُ كَثيرا ، وأبذُلَهُ فيكَ بَذلاً . ^۲

۵۶۷۴.عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ... وَارزُقني مُواساةَ مَن قَتَّرتَ ^۳ عَلَيهِ مِن رِزقِكَ بِما وَسَّعتَ عَلَيَّ مِن فَضلِكَ ، ونَشَرتَ عَلَيَّ مِن عَدلِكَ . ^۴

۵۶۷۵.الإمام الصادق عليه السلامـ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ ـ: اِفتَح عَلَيَّ أبوابَ رَحمَتِكَ ، ورَضِّني بِعادِلِ قِسَمِكَ . ^۵

۵۶۷۶.عنه عليه السلامـ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ـ: اُنظُرِ الآنَ إلى ذَواتِ الأَربَعِ ، كَيفَ تَراها تَتبَعُ اُمَّهاتِها مُستَقِلَّةً بِأَنفُسِها ... وكَذلِكَ تَرى كَثيرا مِنَ الطَّيرِ كَمِثلِ الدَّجاجِ وَالدُّرّاجِ ^۶ وَالقَبَجِ ^۷ تَدرُجُ وتَلقُطُ حينَ يَنقابُ عَنهَا البَيضُ . فَأَمّا ما كانَ مِنها ضَعيفا لا نُهوضَ فيهِ ، كَمِثلِ فِراخِ الحَمامِ وَاليَمامِ ^۸ وَالحُمَّرِ ^۹ ، فَقَد جُعِلَ فِي الاُمَّهاتِ فَضلُ عَطفٍ عَلَيها ، فَصارَت تَمُجُّ الطَّعامَ في أفواهِها بَعدَما توعيهِ حَواصِلُها ، فَلا تَزالُ تَغذوها حَتّى