63
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

وكان منكره عامدا ذلك ، فإنّه يكون محكوما بالكفر ، أمّا إذا لم يكن من ضروريات الإسلام أو لم يكن المنكر متعمّدا لذلك ، فلا يكون محكوما بالكفر . ۱
بل يمكن القول من خلال تحليل أكثر دقّة : إنّ جميع العقائد الإسلامية ترجع إلى أصل التوحيد ، ولذلك كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : «قولوا لا إِلهَ إلَا اللّهُ تُفلِحوا» . ۲

3 . المعيار في تعيين اُصول الدين

يبدو أنّ المعيار الّذي يمكن تقديمه لتعيين اُصول الإسلام العقيدية هي : أهمّيتها ودورها الأساسي في منظومة العقائد الإسلامية ، العقائد الّتي من شأنها البلوغ بالإنسان إلى التكامل الدنيوي والاُخروي ، وتنظيم المجتمع التوحيدي . وبعبارة اُخرى أنّنا نرى عند دراسة برامج الإسلام ـ الضامنة لسعادة الإنسان ـ بعض الاُمور لها دور أساسي ، ولذلك فقد عبّر عنها في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ب «دعائم الإسلام» . ۳
بناءً على ذلك ، اعتُبر الاعتقاد بالتوحيد والنبوّة والمعاد من اُصول الدين الإسلامي ؛ لأنّ دورها أكثر قيمة من سائر الدعائم الّتي يقوم عليها هذا الدين ، فضلاً عن مرجعيتها بالنسبة إلى سائر العقائد ، في حين أنّ عددا من الاُمور العقيدية مثل الاعتقاد بالمعراج والملائكة والشفاعة ، لا تتمتّع بمثل هذه الأهمّية رغم وجوب الاعتقاد بها .

4 . سبب اعتبار العدل من اُصول الدين

استنادا إلى المعيار الّذي سبقت الإشارة إليه في تعيين اُصول الدين ، فإنّ أتباع

1.راجع : العروة الوثقى للسيّد محمّد كاظم اليزدي : ج ۱ (الثامن من النجاسات / الكافر بأقسامه) .

2.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۳ ص ۳۶۳ ح ۳۹۰۲ .

3.راجع : ميزان الحكمة : الإسلام / دعائم الإسلام .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
62

الاُصول الثلاثة المذكورة ، وما يرى القرآن الكريم الإيمان به ضروريا هو : وحدانية اللّه ، الغيب ، المعاد ، الملائكة ، الكتب السماوية ، رسالة الأنبياء والاعتقاد بما اُنزل على الأنبياء من جانب اللّه . ۱
وقد بيّنت الأحاديث الإسلامية بشكلٍ مفصّل ما نزل على النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله ممّا يُعتبر الاعتقاد به ضروريّا ، وعُدّ البعض منه دعائم للإسلام وأركانا له . ۲ إلّا أنّه ليس في المصادر الروائية حديث يحصر اُصول الإسلام في هذه الاُصول الثلاثة .
وقد يتُصوّر أنّ سبب انحصار اُصول الدين في الاُصول الثلاثة المذكورة ، هو رجوع جميع الاُمور ـ التّي يعتبر الإسلام الاعتقاد بها ضروريّا ـ إلى هذه الاُصول الثلاثة ؛ لأنّ الاعتقاد بالصفة الثبوتية والسلبية للّه ـ تعالى ـ يعود إلى أصل التوحيد . ويتلخّص الاعتقاد بالملائكة والكتب السماوية والرسالات التّي جاء بها الأنبياء من جانب اللّه في أصل النبوّة . والاعتقاد بالاُمور المرتبطة بعالَمِ ما بعد الموت مثل عالم البرزخ والحساب والشفاعة والجنّة والنار ، يرجع إلى الأصل الثالث وهو المعاد .
وبعبارة اُخرى : من المحتمل أن يكون سبب انحصار اُصول الدين في الثلاثة المذكورة هو أنها تمثّل مصدر جميع العقائد الإسلامية .
ولكن يتّضح لنا من خلال شيء من التأمّل أنّ السبب المذكور ليس هو السبب الحقيقي ؛ إذ لو كان كذلك لوجب القول إنّ اُصول الدين اثنان : التوحيد والنبوّة ؛ ذلك لأنّ الاعتقاد بالمعاد يندرج هو أيضا في الاعتقاد بالنبوّة . ولذلك يرى الكثير من الفقهاء أنّ خصوص مُنكر التوحيد والنبوّة هو المحكوم بالكفر ، وفي غير هذين الأصلين إذا كان ما تمّ إنكاره من ضروريات الإسلام بحيث يستتبع إنكار النبوّة ،

1.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۵ (الإيمان / الفصل الثاني : ما يجب الإيمان به) .

2.المصدر السابق .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 115855
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي