تحليل حول القضاء والقدر وعلاقتهما بالعدل الإلهي
تُعدّ مسألة «القضاء والقدر» الّتي يعبّر عنها أحيانا ب «المصير» و«القسمة» أيضا ، من المسائل الكلامية والفلسفية المهمّة ، وتتمتّع هذه المسألة بأهميّة ومكانة رفيعتين في معارف القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام أيضا ، بل إنّ الرواية المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام تفيد بأنّ من خصوصيات القرآن أنّه تضمّن علم القضاء والقدر ، والمعارف المتعلّقة بهذه المسألة المهمّة . والّذي لا يحيط علما بهذا العلم القرآني هو في الحقيقة ليس عالما ، لا بالقرآن ولا بأهله! ۱
والمعارف الّتي يمكن التوصّل إليها ببركة القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام فيما يتعلّق بعلم القضاء والقدر هي : معنى القضاء والقدر ، خصائصهما وأقسامهما ، دور البَداء في القضاء والقدر ، دور القضاء والقدر في الخلق ، دور القضاء والقدر في المصائب والشرور ، دور القضاء والقدر في أفعال الإنسان ، دور القضاء والقدر في السعادة والشقاء ، دور الإنسان في القضاء والقدر .
وقد ارتبطت هذه المسائل بلحمة المعارف القرآنية بنحو ، بحيث لا يمكن من دونها فهم هذا الكتاب السماوي بشكلٍ صحيح ، والمعرفة الصحيحة لهذه المسائل تهيّئ الأرضية للإيمان بالقضاء والقدر والرضا بهما وبلوغ قمّة الكمالات الإنسانية .