93
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

الفصل الأوّل : معنى القضاء والقدر

۵۷۶۳.الإمام عليّ عليه السلامـ في بَيانِ مَعنَى القَضاءِ وتَفسيرِهِ ـ: هُوَ عَشَرَةُ أوجُهٍ مُختَلِفَةُ المَعنى ، فَمِنهُ قَضاءُ فَراغٍ ، وقَضاءُ عَهدٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إعلامٍ ، ومِنهُ قَضاءُ فِعلٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إيجابٍ ، ومِنهُ قَضاءُ كِتابٍ ، ومِنهُ قَضاءُ إتمامٍ ، ومِنهُ قَضاءُ حُكمٍ وفَصلٍ ، ومِنهُ قَضاءُ خَلقٍ ، ومِنهُ قَضاءُ نُزولِ المَوتِ .
أمّا تَفسيرُ قَضاءِ الفَراغِ مِنَ الشَّيءِ ، فَهُوَ قَولُهُ تَعالى : «وَ إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِىَ وَ لَّوْاْ إِلَى قَوْمِهِم »۱ مَعنى «فَلَمَّا قُضِىَ» أي فَلَمّا فَرَغَ ، وكَقَولِهِ : «فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ»۲ .
أمّا قَضاءُ العَهدِ ، فَقَولُهُ تَعالى : «وَ قَضَى رَبُّكَ أَلَا تَعْبُدُواْ إِلَا إِيَّاهُ»۳ أي عَهِدَ ، ومِثلُهُ في سورَةِ القَصَصِ : «وَ مَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِىِّ۴إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ»۵ أي عَهِدنا إلَيهِ .

1.الأحقاف : ۲۹ .

2.البقرة : ۲۰۰ .

3.الإسراء : ۲۳ .

4.في المصدر : «بِجَانِبِ الطّورِ» ، وهو من سهو الرواة أو تصحيف النسّاخ .

5.القصص : ۴۴ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
92

المسلم يجب أن يرضى بما يحدث له ممّا هو خارج عن اختياره بعد السعي للوصول إلى الحياة المطلوبة . وهناك الكثير من الأحاديث حثّت المسلمين على تحصيل هذه الخصلة كي يتمتّعوا بآثارها وبركاتها ، عن طريق تقوية عواملها وإزالة موانعها .
وللرضا بالقضاء والقدر الإلهيّين بركات غزيرة في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية ، الدنيوية والاُخروية . فالرضا بالقدر ، يحرّر الإنسان من مرض الحرص والحسد ويجلب الغنى المعنوي .
ويؤدّي الرضا بالقضاء أن لا يخشى الإنسان إلّا اللّه ـ سبحانه ـ وأن يؤدّي بشجاعة وشهامة مسؤولياته الاجتماعية .
والرضا بالقضاء يمنح الإنسان القدرة على مقاومة أنواع الابتلاءات الدنيوية ، ويحول دون البلايا الاُخروية .
والرضا بالقضاء يخرج الهمّ من القلب ، ويجلب الفرح والسرور ، ويوجد الهدوء والسكينة ، ويهيّئ للإنسان أفضل حياة وأجملها ، كما جاء في رواية عن الإمام عليّ عليه السلام :
إِنَّ أَهنأَ النَّاسِ عَيشا ، مَن كان بِما قَسَمَ اللّه لَهُ راضيا .۱
وباختصار : فإنّ الرضا بالقضاء ، هو أهمّ عوامل تكامل الإنسان ۲ ، وأسمى مرتبة للكمالات الانسانية ، وهي في الحقيقة مقام الانسان الكامل . ۳

1.راجع : ص ۳۵۹ ح ۶۳۴۷ .

2.راجع : ص ۳۳۹ (الرضا بالقضاء والقدر) .

3.راجع : ميزان الحكمة : (الرضا / الرضا أعلى درجات اليقين) و(اليقين / غاية الإيمان الإيقان) .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 115854
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي