97
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

فَقالَ : يا يونُسُ ، لَيسَ هكَذا ، لا يَكونُ إلّا ما شاءَ اللّهُ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضى ، يا يونُسُ ، تَعلَمُ مَا المَشيئَةُ ؟ قُلتُ : لا . قالَ : هِيَ الذِّكرُ الأَوَّلُ .
فَتَعلَمُ مَا الإِرادَةُ ؟ قُلتُ : لا . قالَ : هِيَ العَزيمَةُ عَلى ما يَشاءُ .
فَتَعلَمُ مَا القَدَرُ ؟ قُلتُ : لا . قالَ : هِيَ الهَندَسَةُ ووَضعُ الحُدودِ مِنَ البَقاءِ والفَناءِ . قالَ : ثُمَّ قالَ : والقَضاءُ هُوَ الإِبرامُ وإقامَةُ العَينِ .
قالَ : فَاستَأذَنتُهُ أن اُقَبِّلَ رَأسَهُ ، وقُلتُ : فَتَحتَ لي شَيئا كُنتُ عَنهُ في غَفلَةٍ . ۱

۵۷۶۷.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن بريد بن عمير بن معاوية الشامي :قالَ [الرِّضا عليه السلام ] : ما مِن فِعلٍ يَفعَلُهُ العِبادُ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ إلّا وللّهِِ فيهِ قَضاءٌ ، قُلتُ : ما مَعنى هذَا القَضاءِ ؟ قالَ : الحُكمُ عَلَيهِم بِما يَستَحِقّونَهُ عَلى أفعالِهِم مِنَ الثَّوابِ وَالعِقابِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۲

۵۷۶۸.الإمام عليّ عليه السلامـ في جَوابِ الرَّجُلِ الَّذي قالَ : فَمَا القَضاءُ وَالقَدَرُ الَّذي ذَكَرتَهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ ـ: الأَمرُ بِالطّاعَةِ وَالنَّهيُ عَنِ المَعصِيَةِ ، وَالتَّمكينُ مِن فِعلِ الحَسَنَةِ وتَركِ المَعصِيَةِ ، وَالمَعونَةُ عَلَى القُربَةِ إلَيهِ ، وَالخِذلانُ لِمَن عَصاهُ ، وَالوَعدُ وَالوَعيدُ ، وَالتَّرغيبُ وَالتَّرهيبُ ، كُلُّ ذلِكَ قَضاءُ اللّهِ في أفعالِنا ، وقَدَرُهُ لِأَعمالِنا ، وأمّا غَيرُ ذلِكَ فَلا تَظُنَّهُ ، فَإِنَّ الظَّنَّ لَهُ مُحبِطٌ لِلأَعمالِ . ۳

۵۷۶۹.الكافي عن معلّى بن محمّد عن العالم عليه السلامـ وقَد سُئِلَ : كَيفَ عِلمُ اللّهِ ؟ ـ: اللّهُ يَفعَلُ

1.الكافي : ج ۱ ص ۱۵۷ ح ۴ ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۸۰ ح ۸۴۰ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۲۲ ح ۶۹ .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۲۴ ح ۱۷ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۹۸ ح ۳۰۴ ، روضة الواعظين : ص ۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۲ ح ۱۸ .

3.الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۹۲ ح ۱۲۱ ، كنز الفوائد : ج ۱ ص ۳۶۳ ، عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۱۰۸ ح ۱۶۳ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۹۶ ح ۲۰ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
96

لا يَكونُ إلّا ما شاءَ اللّهُ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضى ، ثُمَّ قالَ : أتَدري مَا المَشيئَةُ ؟ فَقالَ : لا ، فَقالَ : هَمُّهُ بِالشَّيءِ . أوَ تَدري ما أرادَ ؟ قالَ : لا ، قالَ : إتمامُهُ عَلَى المَشيئَةِ . فَقالَ : أوَ تَدري ما قَدَّرَ ؟ قالَ : لا ، قالَ : هُوَ الهَندَسَةُ مِنَ الطّولِ وَالعَرضِ وَالبَقاءِ .
ثُمَّ قالَ : إنَّ اللّهَ إذا شاءَ شَيئا أرادَهُ ، وإذا أرادَهُ قَدَّرَهُ ، وإذا قَدَّرَهُ قَضاهُ ، وإذا قَضاهُ أمضاهُ . ۱

۵۷۶۵.الكافي عن عليّ بن إبراهيم الهاشمي :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ موسَى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : لا يَكونُ شَيءٌ إلّا ما شاءَ اللّهُ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضى ، قُلتُ : ما مَعنى شاءَ ؟
قالَ : ابتِداءُ الفِعلِ ، قُلتُ : ما مَعنى قَدَّرَ ؟ قالَ : تَقديرُ الشَّيءِ مِن طولِهِ وعَرضِهِ .
قُلتُ : ما مَعنى قَضى ؟ قالَ : إذا قَضى أمضاهُ ، فَذلِكَ الَّذي لا مَرَدَّ لَهُ . ۲

۵۷۶۶.الكافي عن يونس بن عبدالرحمن :قالَ لي أبُو الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام : يا يُونسُ ، لا تَقُل بِقَولِ القَدَرِيَّةِ ، فَإِنَّ القَدَرِيَّةَ لَم يَقولوا بِقَولِ أهلِ الجَنَّةِ ، ولا بِقَولِ أهلِ النّارِ ، ولا بِقَولِ إبليسَ! فَإِنَّ أهلَ الجَنَّةِ قالوا : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ»۳ ، وقالَ أهلُ النّارِ : «رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَ كُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ»۴ ، وقالَ إبليسُ : «رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِى»۵ .
فَقُلتُ : وَاللّهِ ما أقولُ بِقَولِهِم ، ولكِنّي أقولُ : لا يَكونُ إلّا بِما شاءَ اللّهُ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضى .

1.المحاسن : ج ۱ ص ۳۸۰ ح ۸۴۰ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۲۲ ح ۶۹ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۵۰ ح ۱ .

3.الأعراف : ۴۳ .

4.المؤمنون : ۱۰۶ .

5.الحجر : ۳۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 140431
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي