321
حكم النّبيّ الأعظم ج5

حكم النّبيّ الأعظم ج5
320

2 . أهمّيّة الدعاء وتأثيره في الحياة

حسبنا من أهمّيّة الدعاء أنّه روح العبادة ومخّها ، فلهذا ورد أنّه أنفع من تلاوة القرآن بل أفضل العبادات جميعا .
والدعاء مفتاح الرحمة الإلهيّة ، ووسيلة التقرّب إلى اللّه ، وموجب لتلبية الطلبات ، والسلامة من الشيطان ، وحياة الروح . ۱
ولا يساعد الإنسان على الخلاص من محن الحياة وآلامها ومتاعبها فحسب ، بل يمكن أن يغيّر المصير المحتوم للحياة ، ۲ ويقي من أنواع البلاء . ۳ ومن هنا أوصى أئمّة الإسلام بالبِدار إلى الدعاء ، ۴ وهم أنفسهم كانوا أهل دعاء ومناجاة للّه تعالى قبل الجميع وأكثر منهم . ۵
ولمّا كان «للدعاء» عطاءاته وبركاته الجمّة في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة للإنسان ، دعا القرآن الكريم بتأكيده الكثير وتعابيره المتنوّعة الناسَ إليه ، ۶ وحذّرهم من الفتور والضعف في اغتنام هذا المفتاح ، مفتاح الرحمة والسعادة فقال مرّةً :
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ» .
وقال اُخرى : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ» .
وقال ثالثةً : «ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً» .
ويُري مثالاً من الأدعية المستجابة المجرَّبة عند كثير من الناس فيقول : «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ» .
ويؤكّد حينا أنّ «الدعاء» ميزانُ شأن الإنسان ووزنه وقيمته عند اللّه ـ جلّ وعلا ـ فيقول : «قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ» . ۷
ويبجّل ويمجّد حينا آخر الذين تركوا نومهم المريح في جوف الليل وانشغلوا بالدعاء والتضرّع ، ويبشّرهم بقوله : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ» . ۸
و يقابل ذلك أنّه يذمّ الذين يدعون اللّه سبحانه وقت البلاء فحسب ، ۹ ويتوعّد الذين يستنكفون عن الدعاء ـ روح العبوديّة ـ جهنّمَ فيقول :
«إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» .

1.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الأوّل / الباب الثالث : بركات الدعاء) .

2.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الأوّل / الباب الثالث : بركات الدعاء / رد القضاء) .

3.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الأوّل / الباب الثالث : بركات الدعاء / دفع البلاء) .

4.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الأوّل / الباب الأول : الحث على الدعاء / التقدم في الدعاء) .

5.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الأوّل / الباب الأول : الحث على الدعاء / اهتمام أولياء اللّه بالدعاء) .

6.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الأوّل / الباب الأوّل : الحث على الدعاء / الاهتمام بالدعاء) .

7.الفرقان : ۷۷ .

8.السجدة : ۱۷ .

9.راجع : نهج الدعاء : ( الفصل الأوّل / الباب الرابع : الاستنكاف عن الدعاء والتواني فيه / ذم من لا يدعو إلّا عند نزول البلاء ) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج5
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 201561
الصفحه من 622
طباعه  ارسل الي