إنّ كرامة النفس ، هي المحور الأساس للأخلاق والتربية الإسلامية ، وأهم طرقها تكريم الإنسان وخاصة في مرحلة الطفولة . وبالطبع فإن قسما من التربية القائمة على التكريم يرتبط بتعليم مظاهر القبح والجمال ، ولكن التكريم يمتلك قيمة وأهمية فائقتين .
ومن أهم الملاحظات التربوية التي يجب أن تحظى بالاهتمام في تكريم شخصية الطفل التعامل بجدّية مع أحاسيسه في السنوات السبع الأُولى من بداية حياته ، وهذا الأمر يبلغ من الأهمية بحيث اعتبر في رواية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، مرحلة سيادة الطفل :
الوَلَدُ سَيّدٌ سَبعَ سِنينَ
وتقتضي سيادة الطفل قيادته وطاعة الوالدين ، بمعنى أنه يجب أن يمارس السيادة والقيادة في الأُسرة في السنوات السبع الأُولى من حياته ، ولذلك يجب أن يؤمن له كل شيء شريطة أن لا يكون مضرّا له وأن يكون بمقدور والديه إتيانه .
وستكون النتيجة التربوية لقيادة الطفل في السنوات السبع الأُولى من حياته والانقياد الصحيح للوالدين له ، الانقياد المطلق المقترن بمحبة الطفل في السنوات السبع التالية من حياته ، ولذلك فإن الحديث يمضي قائلاً :
وعَبدٌ سَبعَ سِنينَ
وحالة عبودية الطفل للوالدين ، هي نتيجة غاية الثقة التي حصلت لديه تجاههما في السنوات السبع الأُولى من حياته . وظهور هذه الحالة لدى الطفل في السنوات السبع الثانية من حياته يلعب دورا بالغ الأهمية في بناء شخصيته نظرا إلى أن هذه الفترة هي فترة تعليمه وتربيته .