175
حكم النّبيّ الأعظم ج4

وبعد انقضاء السنوات السبع الثانية من حياة الطفل ، تحل فترة وزارته في الأُسرة ، كما نقرأ ذلك في بقية الحديث :

ووَزيرٌ سَبعَ سِنينَ .

وفي هذه الفترة لا يعود الطفل عبدا ومنقادا ، فتكريم شخصيته في هذه الفترة يستوجب أن يصبح وزير العائلة المستشار ، وأن تكون إليه الأعمال التي هي في حدود استطاعته ، وبذلك تنتهي مسؤولية الأُسرة في تعليم الطفل وتربيته .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
174

إنّ كرامة النفس ، هي المحور الأساس للأخلاق والتربية الإسلامية ، وأهم طرقها تكريم الإنسان وخاصة في مرحلة الطفولة . وبالطبع فإن قسما من التربية القائمة على التكريم يرتبط بتعليم مظاهر القبح والجمال ، ولكن التكريم يمتلك قيمة وأهمية فائقتين .
ومن أهم الملاحظات التربوية التي يجب أن تحظى بالاهتمام في تكريم شخصية الطفل التعامل بجدّية مع أحاسيسه في السنوات السبع الأُولى من بداية حياته ، وهذا الأمر يبلغ من الأهمية بحيث اعتبر في رواية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، مرحلة سيادة الطفل :

الوَلَدُ سَيّدٌ سَبعَ سِنينَ

وتقتضي سيادة الطفل قيادته وطاعة الوالدين ، بمعنى أنه يجب أن يمارس السيادة والقيادة في الأُسرة في السنوات السبع الأُولى من حياته ، ولذلك يجب أن يؤمن له كل شيء شريطة أن لا يكون مضرّا له وأن يكون بمقدور والديه إتيانه .
وستكون النتيجة التربوية لقيادة الطفل في السنوات السبع الأُولى من حياته والانقياد الصحيح للوالدين له ، الانقياد المطلق المقترن بمحبة الطفل في السنوات السبع التالية من حياته ، ولذلك فإن الحديث يمضي قائلاً :

وعَبدٌ سَبعَ سِنينَ

وحالة عبودية الطفل للوالدين ، هي نتيجة غاية الثقة التي حصلت لديه تجاههما في السنوات السبع الأُولى من حياته . وظهور هذه الحالة لدى الطفل في السنوات السبع الثانية من حياته يلعب دورا بالغ الأهمية في بناء شخصيته نظرا إلى أن هذه الفترة هي فترة تعليمه وتربيته .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 207526
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي