197
حكم النّبي الأعظم ج1

يرى الإسلام أنّ الإنسان بحاجة إلى العلم والمعرفة في كلّ حركة من حركاته . ۱
ولابدّ لعقائده ، وأخلاقه ، وأعماله أن تقوم على دعامة علميّة . ۲
إنّ ما يحظى بأهميّة كبرى في مستهلّ الحديث عن موقف الإسلام من العلم والحكمة ، هو :
أيّ فرع من فروع العلم له الأهميّة والاعتبار عند الإسلام ؟
أيّ علمٍ يعدّ معيارا لقيمة الإنسان وأساسا لجميع القيم ؟ ۳
أيّ علمٍ يُحيي القلب ويهدي المرء ؟ ۴
أيّ علمٍ هو الكنز الانفع وهو ميراث الأنبياء ، ويعدّ شرطا للعمل وكمال الإيمان ؟ ۵
أيّ علمٍ يحبّب الإنسان إلى اللّه ، ويوجب إكرام الملائكة إيّاه ، واستغفار كلّ شيء له ، وتيسير طريق الجنّة للعالِم ؟ ۶
وباختصار العلوم التي قصدها الإسلام في كلّ ما ورد فيه من وصايا بالتعليم والتعلّم ، وما ذُكر في نصوصه من فضائل جمة للعلم والعالم ، ممّا ستقف عليه في

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثاني : فضل العلم/شرط العمل : ح ۱۴۳۱) .

2.«وَ لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» (الإسراء : ۳۶) .

3.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثاني : فضل العلم / معيار قيمة الإنسان) .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثاني : فضل العلم / حقيقة الحياة وأفضل هداية) .

5.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثاني : فضل العلم / أنفع كنز وميراث الأنبياء وكمال الإيمان وشرط العمل) .

6.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج۲ (المعرفة / القسم الثامن / الفصل الثاني / فوائد طلب العلم / محبّة اللّه وإكرام الملائكة واستغفار كلّ شيء وسهولة طريق الجنّة) .


حكم النّبي الأعظم ج1
196

1 . نقيض العلم هو الجهل ، ونقيض المعرفة هو الانكار .
2 . المعرفة أخص من العلم ؛ لان العلم أعم من الإدراك النابع عن التدبر في الآثار والإدراك من دون واسطة .

الحكمة لغة واصطلاحا :

الحكمة لغة مشتقة من الجذر «حكم» الذي هو بمعنى المنع ؛ لان الحكم العادل مانع من الظلم ، ويسمى اللجام الذي يوضع في فم الفرس والدواب «حكمة» لانه يمنع الحيوان عن مخالفة راكبه . وعلى هذا الأساس سُمّي العلم «حكمة» لأنه يمنع من الجهل ۱ ، وكذا يطلق على كل شيء رصين «محكم» . ۲
وعلى هذا فكلمة «الحكمة» من الناحية اللغوية فيها دلالة على الاستحكام والاتقان ، وتطلق على كل متقن محكم سواء كان ماديا أم معنويا .

العلم والمعرفة في القرآن والحديث

«قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَـبِ» . ۳
لم يُقدِّر دين من الأديان العلمَ والحكمة كتقديرهما من قبل الإسلام ، ولم يُحذِّر أيٌّ من الأديان الناسَ من خطر الجهل كتحذير الإسلام .
إنّ العلم في الإسلام أُسّ جميع القيم ، والجهل أصل المساوئ والمفاسد الفرديّة والاجتماعيّة كلّها . ۴

1.«الحاء والكاف والميم أصل واحد وهو المنع . وأول ذلك الحكم وهو المنع من الظلم . وسميت حكمة الدابة لأنها تمنعها ... والحكمة هذا قياسها لأنها تمنع من الجهل» (معجم مقاييس اللغة : ج ۲ ص ۹۱) .

2.قال الجوهري : «أحكمت الشيء فاستحكم ، أي صار محكما» (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۰۲) .

3.الزمر : ۹ .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۲ (المعرفة / القسم الرابع / الفصل الثاني : فضل العلم / أصل كلّ خير) .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 226305
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي